الأردن .. ثلاث قوى وثلاث تحالفات قسرية!
د. ذوقان عبيدات
22-08-2022 11:02 PM
لست كاتبًا سياسيًا لأخوض غمار هذا العنوان الكبير، ولكن كمواطن مراقب أمكنني رصد ثلاث قوى متفاوتة السلطة والعقل والإرادة:
القوى الأولى تتكون من خليط من الدواعش والمحافظين وخريجي مدارس الإخوان من تيارات إضافة إلى الإخوان وحزب جبهة العمل، هذه القوة تمتلك الشرعية الاجتماعية والدينية والتي غالبًا ما تشهرها أمام خصومها من القوى الأخرى، وبهذا الأسلوب تمكنت من اختطاف المجتمع وتطاولت إلى حد التهديد بالتكفير ونزع الأرواح،، ومع ذلك هي القوة العظمى التي تمتلك سلطة دينية هائلة توظفها في الاتجاه الذي تريد. إضافة إلى ذلك لا تدعمها بسلطة العقل والمنطق، وإلّا كيف نفسر تهديدها المستمر للآخرين ، وبث الرعب بينهم و، الموقف من قانون حقوق الطفل هو مثال على سلوك دهري، ذهب بقضية حقوقية مطلوبة إلى مناطق خصبة يؤثرون فيها باسم الدين على الدولة والمجتمع، وصلت كما أسلفت حافة نزع الأرواح، وبتقديري لوكانت الدولة قادرة
لما سكتت عن هذا!.
والقوة الثانية هي الدولة بذاتها ممثلة بالحكومة، وهي تكتل السلطة الدستورية إلى حدٍّ كبير والسلطة الأخلاقية والعقلية والمعرفية إلى حدٍّ ما لأنها لا تمارس حقوقها بعدالة بين المواطنين. تمارس هذه القوة أسلوب الجزرة مع القوة الأولى وأسلوب العصا مع غيرها، فهي تخاف من نفوذ القوة الأولى، أو تجاملهم وتنسق معهم، وأنا أعذرها فقط إذا كانت تخاف منهم، فالدولة بحاجة إلى الشرعية الدينية التي تضمنها القوة الأولى.
أما القوة الثالثة فهي بقايا القوميين واليساريين والمفكرين والليبراليين والصامتين، وهي القوة الأضعف لأنها تعتمد السلطة الأخلاقية والمعرفية والحقوقية، وغالبًا ما تعيش صراعات الزعامة والتمثيل.
وهكذا لدينا قوة بتفكير محدود وتأثير عالٍ، وقوة بتأثير محدود وتفكير متوسط، وقوة ثالثة تمتلك سلطة منطقية أو سلطة العقل وضعف التأثير.
هذه هي القوى الثلاث: لكلٍ مصدر قوة وتأثير، ومصدر ضعف.
وإذا تحدثنا براجماتيًا ، نقول كل قوة تحتاج إلى التحالف مع غيرها فالدولة تحتاج الإخوان وغيرهم من القوة الأولى لضمان شرعيتها الدينية، فالدولة دينها الإسلام ، والإخوان وجماعاتهم يوفرون لها بعض الشرعية التي تحتاجها.
ولذلك تفتح هاتان القوتان أذرعهما لبعض في هذا الباب، ولتحجيم القوى اليسارية والقومية.
أما التحالف الثاني فهو ما يمكن أن يتم بين الدولة والقوى القومية واليسارية للوقوف أمام القوى الإسلامية المسيّسة، فالدولة ليس لها قواعد خاصة بها تحميها من تعسّف القوى الإسلامية وشططها.
والتحالف الثالث ما يمكن أن يتم بين القوى الإسلامية والقوى القومية واليسارية للوقوف أمام شطط ألدولة وهرولتها نحو التطبيع! وكلاهما له مصلحة في وقف سرعة الدولة!
هذه هي القوى الثلاث والتحالفات الثلاث، وأنا المواطن الفرد لأ أثق بأي تحالف مع قوى الإسلام السياسي! لأنهم تهديديون واقصائيون