كيف تختار صورك على حساباتك الشخصية؟ وكم من الوقت تمضي لاختيار صورة البروفايل الخاصة بك ؟ بماذا تفكر حين تختارها، وكيف تريد أن يراك الآخرون؟
ربما أول ما يلفت النظر على مواقع التواصل الاجتماعي هو الصورة الشخصية , فكيف تؤثر الصورة في قبولك لطلبات الصداقة أو رفضها ؟ وما هي النسبة التي تأخذها الصورة في التأثير ؟
خلف الصور معان كثيرة , لطالما كان الرابط بين مظهر الفرد وجوهره موضع اهتمام كبير عند علماء النفس ,يقول الأطباء النفسيون أنه بمقدورك قراءة الآخرين من صورة البروفايل , كما أن الصور الشخصية يمكن أن تُبرز صفات مستترة من شخصيتهم ,فالصورة كفيلة بنقل انطباع مهم عن الشخص , حسب أطباء النفس الأشخاص المبتسمون بشكل عفوي في صورة غير معدّله – لم تخضع للفلّترة - يتمتعون بمزاج وشخصية ايجابية تنعكس على محيطهم ويُنصح بمصادقتهم , بينما من يركزون في الصورة على طبيعة النشاط دون الالتفات كثيراً للوجه أو جمالية الصورة هم اناس مغامرون , ومن يختارون الصور الداكنة أو يخفون جزءاً من وجوههم أو يلبسون نظارات تغطي أغلب الوجه قد يكونون أشخاصاً انطوائيين ,أما الأشخاص الذين يحرصون على استخدام الفوتوشوب والتعديل على صورهم والاهتمام بإخفاء الكثير من التفاصيل في الصورة فإن ذلك يدل على ضعف الثقة بالنفس ,والذين يبحثون دائماً عن زاوية مثالية لالتقاط صورهم قد يتطور الأمر معهم إلى حالة مرضية , ويؤكد علماء النفس ان التقاط الصور الشخصية قد لا يعد إدماناً لكن قد يكون أحد أعراض اضطراب الهوس بالمظهر الخارجي أو عدم الشعور بالرضى .
دراسة أمريكية تقول أن نشر عدد كبير من الصور الشخصية على مواقع التواصل قد تكون علامة على الاكتئاب.
ومن يقوم بتغيير صورة البروفايل بشكل مستمر يدل على شخصية مذبذبة وغير مستقرة.
أما الأشخاص الذين لا يضعون صورهم إنما يضعون صوراً لفنانين أو مطربين أو رموزاً أوصوراً فيمكن تحليل شخصياتهم وفقاً لمدلول هذه الصور التي تحدد مدى انفتاح الشخص أو تعصبه أو تسامحه ,إذاً يمكننا القول أن صورنا في العالم الرقمي تعد امتداداً لهويتنا في العالم الحقيقي .
فاختيارك لا يكون عبثياً، بل يكشف عن مكامن شخصيتك وتفضيلاتك أكثر بكثير مما تعتقد , الصّور حالة نفسية ورسائل ضمنية وأحياناً صورة واحدة كفيلة بنقل انطباعاً لا يشبهك.
أما لماذا ننشر صورنا على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ حسب دراسة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" لخّصت ذلك بخمسة أسباب أساسية هي: إطلاع الآخرين على آراء الشخص ومزاجه واهتماماته، تعزيز الشعور بالانتماء، وتنمية وتقوية العلاقات مع أصدقاء الفيس بوك، والتعريف عن النفس من خلال صورة أو جملة تسلية الآخرين.. فأيهم أنت؟.