الرؤية هي استشراف للمستقبل وتصور لما يمكن للمؤسسة ان تقوم به مستقبلا لتحقيق طموحاتها واهدافها بينما الرسالة هي صياغة وتنفيذ للاهداف الحالية كما هي في واقعها.
لا يمكن لأي عمل ان يرى النجاح دون رؤية واضحة شاملة تفسر الطموحات وتطل عليها من نافذة واسعة بمنظور استراتيجي بعيد المدى وكذلك الرسالة فهي ترجمة للاهداف على أرض الواقع وتنفيذها دون تباطؤ او تأجيل.
كثير ما نرى المؤسسات تضع رؤية ورسالة وتقدمها للقارى في مقدمة تقريرها وعندما تقارن انجازها وأعمالها التنفيذية تكتشف ان الرؤية والرسالة في واد والإنجاز في واد آخر بمعنى ان هناك فجوة واسعة بين هذه وتلك وغياب لأهداف وطريقة الوصول إليها.
هذا الحال يعصف بكل الخطط ويجعلها مجرد تلويحات نظرية خاوية من المضمون وتعكس العجز والقصور او عدم واقعية الأهداف.
الأمر ليس مجرد تنظير بحت خال من عمق التفكير ودراسة الواقع وتطوير الامكانيات والتنفيذ الجاد والمتابعة والمراقبة والمراجعة بين الحين والآخر والتقييم وصولا إلى الأهداف.
واقع مؤلم ان ترى مؤسسات تعمل بشكل عشوائي دون دراية وكأن الزمن يجرها والأحداث تعصف بها ولا قدرة لها على التحكم في المتغيرات التي تواجهها.
العنصر البشري الحاضر وجودا والغائب روحا وضعفه وعدم وجود رؤية لديه هو العائق أمام التقدم والتطور وتحقيق الأهداف.