كانت المسرحية التي دارت فصولها على مسرح حماس في غزه فاشلة بكل المقاييس ذلك أن الممثلين من قادة الحركة الاسلامية المناضلة الذين تسابقوا على التقاط الصور مع الصحفي البريطاني (المحرر) الن جونستون كانوا في اللحظة نفسها يؤكدون للعالم أنه كان بمقدورهم تحرير جونستون من قبل ، لكن حربهم المقدسة مع السلطة وفتح أخرت ذلك خشية أن يشاركهم أحد النصر على عائلة مغامرة لم تكن فلسطين وقضيتها في ذهنها بقدر ما كان مبلغ الفدية الذي تطلبه لقاء اطلاق سراح اسيرها.كانت المسرحية فاشلة رغم ما أعلنه أحد المتحدثين باسم حماس من إن تحرير جونستون أثبت قدرة حركته على فرض الأمن في غزة وأن ظاهرة الخطف ولت وهذا ما يدفع الى السؤال عن لماذا لم تحرر حماس الصحفي البريطاني من قبل وهي كما تقول استطاعت الآن تحريره بعد أن اكتشف الشيخ اسماعيل هنيه ان الرجل صديق للشعب الفلسطيني وأن شباب القسام وجيش الإسلام تفهموا أخيراً هذا فأفرجوا عنه. أليس في هذا اعتراف بالشراكة (المقيتة) بين القسام والجيش الذي يتمسح بالاسلام.وأليس هذا دليلا على أن الشيخ المقال من منصبه كان قبل هذا التفهم يعرقل جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاطلاق سراح جونستون ويحمي خاطفيه لينفرد بعد انقلابه على الشرعية الفلسطينية بهذا الانتصار المصنوع برداءة بحثا عن شرعية يرفض العالم منحها له ولتنظيمه.
نقول ان المسرحية كانت فاشلة ، لأن المخرج فشل في اختيار ملابس الممثلين فهنيه - البطل - تخلى عن دشداشته ففقد الكثير من هيبة المسلم التي عودنا عليها عند كل صلاة جمعة ، أما وزير خارجيته السابق الجنرال الزهار فقد حافظ على زيه التقليدي - بدلة سفاري - دون أن يدرك المخرج أنها لا تتماشى مع مناسبة التحرير ، لكن المستشار السياسي لهنية ارتدى ما يشير إلى عضويته في المليشيا الحمساوية أو ما شابهها ، ثم إن المشهد ازدحم بالكثير من الكومبارس الفائضين عن الحاجة خاصة وأن الجميع كان يزاحم الجميع للفوز بصورة تجمعه مع نجم الاحتفال والذي بدونه ما كان لهؤلاء حظ انتشار صورهم على كافة الفضائيات، اقصد بالنجم الصحفي جونستون.
أجل كانت المسرحية فاشلة بمشهد عسكر حماس الذين كانوا يدفعون جونستون أمامهم وكأن هناك من سيخطفه منهم وكأنهم يختطفونه ثانية ولكن إلى حيث يلتقي بقياداتهم أمام الكاميرات الجاهزة لاقتناص اللحظة التي توجه فيها الرسالة الحماسية للعالم - نحن من يحكم إمارة غزة ونحن من يمكنه الحفاظ على أمن وسلامة أولادكم فيها - اما ابناء غزة فعلى أمنهم وأمن اطفالهم السلام إن لم يكونوا حمساويين أو من جنود جيش الاسلام اليوم ولا ندري غدا أي جيوش ستخترع حماس لتختبئ وراء اسمائها التي تشكل أبلغ اساءة للاسلام الحنيف المختطف الآن في غزة تحت راية أنه هو الحل. إن كل ما تقدم لا يعفينا من الترحيب بحرارة بخلاص زميلنا البريطاني من محنته التي طالت لتتعدى المائة يوم بأسبوعين والتي تعرض خلالها لضغط نفسي هائل من خلال تعامله مع - بشر- قلما يعترفون بانسانية غيرهم خاصة إن لم يكن على دينهم ولن تنمحي من ذاكرتنا ولا من ذاكرة زميلنا صورته مزنرا بحزام ناسف كان يمكن لاي أهوج من محتجزيه أن يفجره إرضاء لشهوة الموت الكامنة في أعماقه أو أضحية لعيون القائد المجاهد خالد مشعل في منتجعه الدمشقي أو قربانا لاي من ايات الله المنتشرين بكثافة في ايران أو هدية لعيون الزعيم الإسلامي العالمي المختفي في كهوف تورا بورا الشيخ أسامه بن لادن.
كانت المسرحية فاشلة ويبدو أن على شيوخ حماس معاقبة المخرج الذي ضيع من أيديهم لحظة النصر إلا إذا كانوا هم المخرجين وهذا هو الأرجح.