شاهدت يوم الجمعة برنامج يسعد صباحك على التلفزيون الأردني والذي خصص حلقته الأسبوعية لتكريم أوائل الطلبة الذي اجتازوا امتحان الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٢/٢٠٢١، وهذه مبادرة طيبة اعتدنا عليها من قبل التلفزيون الأردني مشكورين.
تجاوزت بصراحة عن بعض التفاصيل التي تتعلق بالفقرات الغنائية ومحتواها مع كل الاحترام والتقدير للمطرب، وأعجبني فقرة اللقاءات مع الطلبة المتفوقين، وهذا ما أود الإشارة إليه في حديثي هذا، حيث كان جُلّ الأسئلة يتمحور في عدد الساعات التي كان يقضيها الطالب في الدراسة وهو ما كان يعتقده المذيع أو معدّ الفقرة بأنه السر وراء الحصول على هذه المعدلات، إلا أن جاءت إجابات جميع الطلبة بأن جوهر موضوع الدراسة لم ينحصر في عدد الساعات وإنما المتابعة أولاً ب أول، والحياة لديهم كانت طبيعية جدا لا بل قاموا بقضاء العيدين (الفطر والأضحى) مع الأهل والأقارب كما هو معتاد بدون أي ضغوط نفسية تشعرهم بأنهم في مرحلة يجب عليهم الالتزام الدائم مع الكتاب والورقة والقلم.
نتعلم جميعا من بعضنا البعض، ولا أعتقد أن الفوارق العمرية من المحددات؛ فليس بالضرورة من يكبرني بيوم يكون أعلم مني بسنة بدلالة أن هؤلاء الشباب والصبايا المتميزين والمتفوقين شاركونا برسالة مهمة مفادها المتابعة الحثيثة، وهو مؤشر النجاح والتفوق ليس في العلم فحسب وانما في العمل وإدارة شؤون الحياة.
أبارك لأهاليهم تفوق أبناءهم وأهنئهم على أسلوب التعامل معهم في الدراسة، فعدد الساعات وطول مدة الدراسة لن تجدي نفعا في الوقت الضائع، كما هي العليقة التي لن تفيد وقت الغارة، وإنما هي مسألة تعزيز وثقة من البيت وتحمل مسؤولية من الطالب للقيام بالواجبات المناطة اليه بكل أمانة واخلاص من أجل مستقبل أفضل.
شكرا لكم أيها المتفوقون، وعقبال كل مسؤول ليحذو حذوكم في العمل والتخطيط والمتابعة أولا ب أول وتحمل المسؤولية وبكل هدوء، بعيداً عن نظام الفزعة التي لن تؤتي أُكلها ولو بعد حين.