أعراف الحكم والدبلوماسيين
علي الزعتري
21-08-2022 10:29 AM
التَقَطَتْ الأخبار والكاميرات حول العالم في الأيام هذه أنباءً و صوراً عن مسؤولين و مبعوثين دبلوماسيين جافتْ تصرفاتهم أعراف و ربما تعليمات وظائفهم السامية.
استمتعت رئيسة وزراء فنلندا بالرقص و الشرب و نفت عن نفسها تناول المخدرات و قالت أنها لم ترتكب شنيعةً فهي حياتها الخاصة و لا تؤثر علي عملها. لم يَرُقْ هذا لبلادها و ناخبيها. في دولةٍ أمريكيةٍ جنوبية انساق دبلوماسيون عرب وراء المتعة المحرمة فوجدوا أنفسهم خارج الوعي و الملابس و الهواتف و النقود في شقةٍ مشبوهةٍ. تخشى بلادهم تسرب معلوماتٍ حساسة، إضافةً للشعورِ بفداحةِ التصرف غير المقبول للموظفين. و رفعَ سفيرٌ عربيٌ قضيةً علي من تزوجها خلال عمله سابقاً ثم اكتشف علاقاتها خارج شرعية الزواج. وظهرت صورٌ لسفيرٍ و زوجتهِ مع مطرب أثارت امتعاض بلده. و سفيرٌ آخر من نفس الجنسية صُوَّرَ ببلدٍ عربي يقذفُ مضادَّ دبابات في حفلٍ دُعِيَ لهُ. قبل سنوات في نيويورك اغتصب رئيس صندوق النقد الدولي عاملةَ فندق و ألقتْ الشرطةُ القبض عليه ذليلاً ثم رَحَلَّتهْ لبلده فرنسا ليحاكم هناك. بوريس جونسون احتفل وقتَ الإغلاق الكامل لبلاده لوباء كورونا و بعد شهور قليلة سقط؛ و رئيس البرازيل يضربُ صحفياً في حملته الانتخابية و بيل كلينتون لهُ قصةٌ فاضحةٌ مع متدربةٍ في مكتبهِ البيضاوي.
قد يكونون مسؤولين و دبلوماسيين لكنهم بشرٌ فيهم الضعف البشري الذي يقودُ للخطأ الذي عند فضحهِ يخسرون. و عند كتمانهِ لا أحد يدري عنه إلا القلة التي قد تحتفظ به للابتزاز. غير أن فئةَ الموظفين الساميين هذه كان يجب أن تتحلى بأخلاق أرفَعَ مما ظهر منها. حُرَةٌ هي رئيسةَ الوزراء أن ترقص مع أصدقائها في بلادٍ تُقَدِّسُ الحرية الشخصية لكن تلك الحرية لم تشفع لها لأنها بنظر منتقديها قد سَفَّهَتْ بلادها فنلندا بتصرفها الشخصي. وكذا تهافت دبلوماسي علي مطرب و بائعة هوى و خلافهُ من زلاّّتٍ تؤدي لدمار السمعة و الوظيفة و قد تؤدي كذلك لشبهات خيانة الأمانة.
إن مهمةَ تمثيل بلادك هي من أعظمِ المهمات شرفاً للدبلوماسي و الموظف الحكومي السامي المنصب تحديداً. و للأسف أن نرى تصرفاتٍ مثل تلك لكنها ليست غير مسبوقة فالتاريخ يعجُّ بما كُتِبَ عن شخصياتٍ عامة انزلقت لمثل هذه التصرفات التي قد تكون عفويةً تماماً، مثل التصور مع مطرب، لكن زماننا الآن بوسائل الاتصال المنتشرة لا يترك شخصيةً عامةً دونَ تشهيرٍ و لو كان حسن النية. و بالطبع فإن سوء النية موجودٌ و له في الدول ما يلجمهُ من رقابةٍ.
خلاصة الأمر أن الحكمةُ هي ضالةُ الدبلوماسي والمسؤول. من التزم بها نجا و من أغفلها فعلى نفسها جنت براقش!