امتحان التوجيهي بين الفهم والوعي والحفظ (١ - ٢)
د. محمد ناجي عمايرة
20-08-2022 12:48 PM
ابتداء نود ان نهنئ ابناءنا وبناتنا الناجحين والناجحات في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي"..
ونشيد بالمتميزين والمتميزات ونخص بالاشادة الفتيات اللاتي حصدن نتائج مشرفة وكان عددهن يفوق عدد الفتيان كثيرا.
والتهنئة موصولة للاهل والعوائل حيث كان لجهودهم جميعا سهم وافر في النتائج المتقدمة.
من الطبيعي ان يفرح الناجحون والناجحات وان يكون التعبير عن الفرح والابتهاج ظاهرا بوضوح ..لكن غير الطبيعي بعض المظاهر غير المقبولة كإغلاق الطرقات بمراكب الفرح بالتخرج وازدحام السيارات ،وحمل اعلام غير علم الوطن، تعبر عن عشائر او عائلات، وهو تعبير ضيق لم نشهد له مثيلا من قبل.و يعكس فهما خاطئا لا يمت إلى الانتماء الحقيقي باية صلة.
اما الاستخدام "المزعج " للسيارات والخروج من سقوفها والتمايل منها ،فهو مما يخالف قانون السير بوضوح ويستدعي عقوبة رادعة.
ويبدو ان حصيلة مخالفات السير خلال اليومين الماضيين كانت وفيرة ناهيك بحجز المركبات المخالفة ،وما يتبعه من اجراءات مشددة او يجب ان تكون كذلك.
ولعلنا نوجه اللوم إلى الأهل الذين يسمحون لمثل هذا الطيش بالتمادي .
كما ان الظاهرة في حد ذاتها لاتعكس فرحا حقيقيا بل تعبر عن ميل خفي إلى الفوضى.
وما تعكسه النتائج من الملاحظات الاولية كثير.
ومن لم يكن الحظ حليفهم ولم يحصلوا على معدلات النجاح كثر ولا شك ان لديهم ولدى اسرهم حكاية اخرى لأسباب ذلك.
ومن تابع سير الامتحانات ادرك ان ظاهرة الغش كانت واضحة ؛وان وسائل الغش كانت طريفة ومبتكرة ؛ وليت الذين واللاتي حاولوا او حاولن ابتكار طرائق جديدة للغش وفروا ووفرن على انفسهم وانفسهن ذلك التعب او صرفوا وصرفن الجهد في ما ينفع الناس ،ويحقق لهم ولهن النجاح المطلوب.
لقد استخدمت التكنولوجيا الحديثة لصالح اهداف سلبية وغير تربوية، وتؤشر على قابلية كبيرة للفساد الذي نكرر جميعا اعتراضنا عليه وسعينا إلى مكافحته.
اميل إلى هذا الحديث الهادئ والموضوعي البعيد عن الاتهامية ، واطالب الخبراء التربويين واساتذة علمي الاجتماع والنفس بدراسة النتائج والظواهر التي تسفر عن الامتحان العام ولعلنا ان نجد مخرجا يؤدي إلى مرحلة ما بعد المدرسة، ويسهل عملية القبول في الجامعات. دون هذا الخوف والتوتر بل الهلع الذي يصيب كثيرا من الطلبة والعائلات بسبب التوجيهي.
مع ان الامر غير ملحوظ ابدا لدى دول شقيقة مجاورة.
ونسأل الله ان يهدينا جميعا إلى الصواب وطريق الرشاد.
وللحديث بقية.