الشباب .. من جديدنادية إبراهيم القيسي
19-08-2022 12:44 AM
احتفل في بقاع مختلفة من العالم منذ بضعة أيام بيوم الشباب العالمي الذي يمثل وبطريقة رمزية تقدير وتشجيع لدور الشباب حول العالم في تنمية المجتمعات.. تطويرها... والمساهمة في رفعتها تمهيداً لبناء وقيادة المستقبل.. لكن ومع الأسف كان الاحتفال بهذا اليوم على المستويين المحلي والاقليمي باهتاً ضحلاً وبلا أي حضور حقيقي فاعل.. لمناقشة قضايا الشباب الهامة والملحة في الفترة المرحلية الحالية أو المستقبلية على مختلف الأصعدة سواء التعليمية.. الاجتماعية.. المجتمعية الاقتصادية أو السياسية برغم كل التوجهات والتوجيهات المستمره ا?مطالبة بتمكين الشباب وتفعيل وجوده في كافة المحافل والمجالات لكن هل هناك حياة لمن تنادي؟ أم هل سيبقى الحال على ما هو عليه حتى اشعار آخر؟!! أحياناً.. يمر أمامنا مواقف أثناء انشغالاتنا فنحسبها مواقف عابرة لا دلالات تذكر لها ولكن عند التفكر فيها بصفاء ذهني وبإعادة تفاصيلها بالذاكرة التصويرية نجد حيثيات مقلقة تضرب في أساسيات مفهوم التمكين الذاتي وتعبر عن حالة شبه عامة من الاحباط واليأس الذي يكتنف جيل الشباب اليوم.. فأثناء تسوقي في أحد الأماكن التجارية وعند الوقوف بجانب قسم المحاسبة كان الحوار بين محاسب الصندوق -والذي يحمل بكالوريوس هندسة مدنية- مع أحد الزبائن وهو فتى لا أظنه تجاوز الثالثة عشرة من العمر -قادم لقضاء إجازه الصيف مع عائلته المغتربين ?ي إحدى الدول العربية- ومن خلال الحديث بينهما تساءل الشاب بعبارات أشبه بالرجاء عن إمكانيه أن يسعى والد هذا الفتى بايجاد عقد عمل للشاب في بلد الاغتراب لينتهي الموقف بعبارات مبهمة (ما بعرف بشوف والدي شو بحكي). الموقف لوهلة قد يبدو عادياً دون أهمية تذكر لكن تحليلاً نحن نتحدث عن شاب في بداية الثلاثينيات من العمر خريج جامعة بتخصص هندسي لم يجد عملاً في مجال تخصصه وبعد ما أنفق هو و عائلته مبالغ طائلة على دراسته وتدريبه العملي.. ليقع في براثن البطالة لفترة ما من الزمن عانى فيها ما عانى من الاحباط القلق والرفض متوجا? كل ذلك باليأس حتى وصل لمرحلة القناعة بتخطي ثقافة العيب وتجاوز فكرة البقاء داخل صندوق العمل بالشهادة الجامعية ليتجه بعد ذلك ليجد وظيفة محاسب صندوق (كاشير) في محل مواد تموينية (وهذا شيء يحسب له لا ضده و يحترم عليه) لكن هذا لا يقلل من أهمية وضرورة الوعي بوجود خلل ما يجب تداركه و العمل على اصلاحه لتجنب تفاقم هذه الحالات وما يترتب عليها لاحقاً من تبعات لا يستهان بها. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة