لبنان .. أمراء الطوائف .. خبراء المصارف!
عاصم العابد
26-09-2010 04:49 AM
في لبنان تياران وجماعتان وفريقان وفرقتان، متساويتان في القوة متضادتان في الاتجاه، هما جماعة 8 آذار، وجماعة 14 آذار، وهما الجماعتان اللتان تشكلتا عقب الاغتيال الوحشي للشهيد الرئيس رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق و19 مواطنا لبنانيا في 14 شباط 2005 في بيروت. وغني عن البيان ان الطائفة السنّية هي قوام 14 آذار وان الطائفة الشيعية هي عماد 8 آذار، رغم ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان علمانيا وكان براء من المذهبية والطائفية وعبّر عن ذلك - مثلا -، بتوفير المنح الدراسية الجامعية لنحو 36000 طالب لبناني من جميع أبناء وبنات الطوائف اللبنانية الثماني عشرة.
والذي يجعل موازين القوى اللبنانية على هذا النحو من التقارب والتوازن، هو ان الموارنة والطوائف المسيحية الأخرى، انشطرت وتشظت وتوزعت على الجماعتين، قسم مع جماعة 14 آذار بقيادة البطريرك نصر الله بطرس صفير وامين الجميّل وسمير جعجع ودوري شمعون والقسم الآخر مع جماعة 8 آذار بزعامة الجنرال ميشيل عون وسليمان فرنجية.
وقد أصبح لبنان ميدان صراع مكشوفا وعلنيا، بين القوى الإقليمية والدولية، وادمن امراء الحرب وأثرياء الأزمات وبارونات الاعلام المسخر للطائفة، تسخين الأوضاع وشحنها وتوتيرها والهرولة بالبلاد والعباد إلى شفير التهلكة والهاوية، كلما اوشك الهدوء ان يقترب وان يحل، وذلك من اجل رفع السعر وتبرير طلب المزيد من الدعم المالي، فقد ادمن الفريقان «مد اليد» علنا للحلفاء والأصدقاء «لتمويل الجهد الوطني من اجل الوقوف في وجه المخططات المعادية واسقاطها»، وادمن الحلفاء الصرف والدفع كلما دقّ الكوز بالجرة، فحتى وسطاء الخير وحملة الرزم والحقائب المحشوة، لهم نصيب !!
لبنان اليوم، يتم سحبه إلى حلبة التوتر والصدام، وجرّه إلى حلقة جديدة من حلقات مسلسل العنف والدمار، والى ظروف تمزق ومواجهة، تشكل البيئة النموذجية المثالية لعدوان اسرائيلي جديد على لبنان، بحجة تحطيم جدار الصواريخ، التي تقع تل ابيب في مرماها.
نعم، يتم اختلاق ظروف صدام داخلي، ومناخات احتراب طائفي، على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في وقت عصيب، «تخرطش» فيه آلة الحرب الإسرائيلية، معداتها العسكرية، استعدادا لعدوان وجرائم جديدة، لا يردعها عن مقارفتها أي رادع، بعدما جرّبت انها تستطيع ان تخرق سقف الجرائم ضد الإنسانية دون عقاب، كما حصل دائما وكما سيظل يحصل.
ان قلوبنا على لبنان، على اهلنا الشيعة والسنة والدروز والموارنة والارثوذكس والارمن والكاثوليك والسريان واللاتين، قلوبنا على هذا البلد الذي يتوزع بنوه على كل اطراف الدنيا، في انتظار وطن النجوم والمعرفة والفن، وان يدخل عصر المجتمع المدني، المتخفف من محاصصة الطوائف وتقسيماتها وحدودها، غير الوهمية، المحزوزة على جسد الوطن النازف.
حديثا قيل: تتصارع الثيران، حتى وهي على باب المسلخ !!
Assem.alabed@gmail.com
الرأي