لا لمقاطعة الانتخابات،،، والعَتب على قدر المحبة
د.حسين الخزاعي
25-09-2010 03:30 PM
يقولون في الأمثال إن " العتب على قدر المحبة " وهذا المثل يتداوله الناس ويعرفون جيدا غزارة مدلولاته وأوقات استخدامه ، فبعد نشر مقالي بتاريخ 20 أيلول 2010" الإسلاميون خسروا الانتخابات ، ... " تلقيت من الإخوة القراء الأفاضل (106) تعليقات ، ومع أني لم أكن متشجعا للرد على هذه التعليقات كون الموضوع الذي تحدثت عنه لم أجد تعليقا واحد يدحض أو ينفي معلومه وردت فيه ويصححها، إلا ان التواصل مع القراء والحوار معهم يمكن الكاتب من الرد على بعض التعليقات التي بحاجة الى توضيح انطلاقا من قاعدة ذهبية سلوكية تؤكد أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ويجب ذكر الحقيقة حتى لو كانت الحقيقة " مره " ، فالدواء الذي قد يكون طعمه كالعلقم يكون الشفاء فيه بإذن الله . وتعقيبا على هذه التعليقات التي احترم كتابها ستبقى كلها في مذخوري لقادم الأيام، واليكم توضيحي وعتبي الذي هو على قدر المحبة .
أولا: كنت أتمنى على كل من ساهم في كتابة التعليقات الهجومية الشخصية والتي تشكل غالبية هذه التعليقات أن يقرأ جيدا فحوى المقال ، وان يركز على مضمون المعلومات والحقائق الواردة فيه، ويصحح او يضيف معلومات جديدة ، ولكن للأسف الأسماء المستعارة التي وردت في كتابة التعليقات لم تمارس " هروبها من ذكر الاسم الحقيقي " لما فيه الخير – ولم تخدم الكاتب ولا الحركة الإسلامية التي ما زلت مصرا على احترامي وتقديري لها ، ولكن للأسف معظم التعليقات كانت انتقادات هجومية شرسه على شخص الكاتب ولم تناقش محتوى المقال وتكتب بشكل جاد ومنطقي. لهذا لا اعرف ماذا أصنف هؤلاء؟ ومحسوبين على من ؟ وحاش لله أن ينزلق لساني أو اشحذ قلمي لوصفهم بالأبواق كما وصفوني بوقا للحكومة!
لهذا لم تخدم التعليقات التي كتبت كاتب المقال ولا الحركة الإسلامية " كوني حاولت جاهدا أن احصل على معلومات جيدة مفيده تتفق أو تختلف مع ما ورد في مضمون المقال من حقائق اعتمدت في جمعها على مصادر متعددة من مكتبات الجامعات الأردنية، وأخبار وتحليلات صحفية لسنوات مختلفة وحصيلة عدد من الأبحاث العلمية ولكن لا زيادة على مضمون المقال . وهذا يؤكد موضوعيتي ونزاهتي وحيادتي في ألكتابه .
ثانيا : لم تكن مثل هذه التعليقات الهجومية الشرسة لترى النور وتنشر لولا إصراري وتأكيدي وطلبي من " المهني المخضرم " الأستاذ سمير الحياري نشر كافة التعليقات حتى لو كانت جارحة ، كون " عمون " لا تسمح لمثل هذه التعليقات أن تنشر على موقعها. \
ثالثا : كنت أتمنى على معظم كاتبي التعليقات الشخصية ان يتريثوا في الكتابة وقراءة المقال جيدا، فلقد عبرت عن اعتزازي وإعجابي في منهجية عمل نواب الحركة الإسلامية في المجالس النيابية السابقة وأعيد لكم ما كتبت واقتبس حرفيا " تابعت بحزن شديد قرار الحركة الإسلامية بعدم المشاركة في الانتخابات النيابية ، فمن خلال متابعاتي وتحليلاتي لنشاط ممثلي حزب جبهة العمل الإسلامي في البرلمان كانوا الصوت المسموع الذي يحرص على الحديث بلغة " العوام " ، وكانت مطالباتهم منطقية وتخدم المصلحة العامة ، ومع احترامي الكبير لكافة أعضاء مجلس النواب إلا أن لوجود مع حفظ الألقاب " حمزة منصور ، حياة المسيمي ، عبد اللطيف عربيات ، عزام الهنيدي ، إبراهيم العرعراوي، نضال العبادي ، زهير ابو الراغب ، احمد الكوفحي، ومحمد الحاج ، جعفر الحوراني، و .... ) لوجودهم نكهة خاصة وتفاعل كبير وسخونة الأجواء والقضايا المطروحة " انتهى الاقتباس. والسؤال الذي ارغب توجيهه للقراء الأفاضل الذين اجل واحترم فكرهم ، لماذا تقاطع الحركة الإسلامية لانتخابات النيابية والوطن بحاجة لوجودهم لفتح ملفات عليها اجماع عام بضرورة القيام بإصلاحها ، مثل متابعة " قضايا الفساد الإداري والمالي ، قضايا التعليم العالي، قانون الانتخاب ، الظلم وعدم الشفافية والوضوح والنزاهة في التعيينات الحكومية والاعتداء على حقوق الآخرين ، قضايا المياه والفقر والبطالة "، من يفتح مثل هذه الملفات بجرأة وشفافية، نواب الخدمات ؟! هل الإسلاميون خسروا الانتخابات عندما لم يشاركوا فيها أم لا ، هل مقاطعتهم فيها مصلحة شخصية ام مصلحة عامة ؟! من يقرأ النظام الأساسي لحزب جبهة العمل الإسلامي يجد مضامينه تركز على المصلحة العامة ؟ فلماذا المقاطعة ؟! .
رابعا: لمست من بعض التعليقات أن هناك غضب وعدم رضا عن بعض القضايا التي تشغل المواطن الأردني ، وخاصة موضوع نزاهة وشفافية الانتخابات ، والسؤال المطروح في حال اكتشاف تزوير أو عدم شفافية ونزاهة في الانتخابات كما تحكم الحركة الإسلامية مسبقا على عدم نزاهتها ، كيف ستبرر الحركة الإسلامية أن تزوير جرى في الانتخابات وهي لم تشارك بها؟ .
خامسا : عدم مشاركة الحركة الإسلامية " الحزب والجبهة " في الانتخابات هي إضعاف لدورهم ورصيدهم في المجتمع الأردني، وقدموا الفرصة لغيرهم للمنافسة على مقاعدهم المضمونة في الدوائر الانتخابية التي اعتادوا الترشح والفوز فيها ، وسوف تساعد في وصول نواب غير مؤهلين للفوز في الانتخابات وبأصوات قليله. وبهذا تقدم الحركة الإسلامية للمرشحين الآخرين الفوز على طبق من ذهب كونهم سوف يسرحون ويمرحون ويديرون المعركة الانتخابية ضمن اجنداتهم الخاصة . ومتابعتي ودراستي الأولية للحراك الاجتماعي تم رصد مشاركة (1250) مرشح في الانتخابات المقبلة لتاريخه . وهذا سيعمل حراك شعبي في كافة الدوائر الانتخابية.
سادسا: كباحث ومحلل في قضايا الانتخابات البرلمانية المحلية والدولية وقمت بتحليل الانتخابات " الأمريكية والانتخابات الإسرائيلية ونشرت في الصحف الأردنية اليومية والأسبوعية والمواقع الالكترونية نتائج هذه التحليلات ، وساترك للقراء البحث عنها وقراءتها ، لي سؤال عتب على الحركة الإسلامية، هل نسيت إننا مقبلون خلال السنتين القادمتين على انتخابات " أمريكية رئاسية جديدة ، وانتخابات إسرائيلية " هل أعيد عليكم نشر ما ورد في خطاب نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي القاه يوم الأحد بتاريخ ( 14 حزيران 2009) من جامعة بار ايلان ، والذي اوضح فيه سياسته المستقبلية فيما يتعلق في المسيرة السلمية والتي حسم فيها موضوع التوطين خارج فلسطين واعتبار القدس عاصمة أبدية للدولة اليهوديه ، والموافقة على إقامة دولة فلسطينية بشروط إسرائيلية ، ونتنياهو مدعوم من (89) نائب في الكنيست الإسرائيلي وكافة الأحزاب الإسرائيلية بما فيهم حزب " كاديما " الذي خسر الانتخابات الرئاسية كلهم يتوحدون ويدعمون رئيس الوزراء في مواقفه السياسية التي تتعلق في قضايا الارض والسلام ، هل ننسى أطروحات النائب الاسرائيلي " الدكتور اريه الداد " الذي يتبنى مع (52) نائب في الكنيست " نظرية أن الأردن هو الدولة الفلسطينية وان حل القضية الفلسطينية سيكون على حساب الأردن ؟ ولا ننسى الدعم الذي يلقاه نتنياهو من رئيس الكنيست الإسرائيلي " روبي ريفلين " الذي يتبنى موضوع عدم السماح باي حال من الأحوال بإقامة دولة فلسطينية تشكل خطر على إسرائيل ، هل يستطيع البرلمان الأردني القادم مواجهة أي متغيرات الجديدة سواء على الصعيد الامريكي او الاقليمي او العربي ، كنت أتمنى على جميع المعلقين قراءة مقالاتي التحليلية عن الاجندة الامريكية القادمة للشرق الأوسط والذي نشرته في الصحف الأردنية والتي تؤكد ان الملف الفلسطيني يحتل الترتيب الرابع على سلم اولويات اجندة الخارجية الأمريكية فهو يأتي بعد " ملف العراق ، وملف افغانستان ، الملف النووي الإيراني ، ثم الملف الفلسطيني ! واطلب من القراء الافاضل قراءة دراستي التي نشرتها في " عمون " والتي لم يكتب عنها او يشير اليها احد من الباحثين و الدارسين وهي " خطة بيغن السادات التي أعدتها جامعة بار أيلان " والتي هي بمثابة حل متكامل للقضية الفلسطينية بديلا عن حل الدولتين ، وهذا الخطة والحل وضعه ويتبناه الاكاديميين وجنرالات الجيش السابقين في إسرائيل بدعم من نتنياهو الذي يراوغ حول حل الدولتين. في ظل هذا الأجواء السياسية يقاطع الإسلاميون الانتخابات ؟! ما هي الوسائل التي ستتبعها الحركة الإسلامية في متابعة هذه القضايا؟ !. هل يتقف الحركة الإسلامية متفرجة على قارعة الطريق تستخدم أدواتها التقليدية، ميكروفونات، مهرجانات ، بيانات ، شجب واستنكار ، وشعارات لم تقدمنا خطوة واحدة إلى الإمام. هل خسرت الحركة الإسلامية في إعلان مقاطعتها للانتخابات أم لا؟ .
مسك الكلام ،،، ، لا لمقاطعة الانتخابات،،، لا لتأجيل الانتخابات ،،، والعَتب على قدر المحبة، وللحديث بقية .
Ohok1960@yahoo.com