الثقافة الحزبية في الأردن
د.أسمهان ماجد الطاهر
16-08-2022 01:22 AM
اَلتُّقَى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، عمداء شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية، مؤكدا على أهمية دور العمادات في تشجيع الطلبة على المشاركة السياسية وتعزيز الثقافة الحزبية لديهم.
وقد كانت قد أطلقت مؤسسة الملك عبد الله للتنمية في أبريل 2022، مشروع الثقافة الحزبية الذي يهدف إلى تحسين التواصل بين الأحزاب السياسية والشباب.
ويهدف المشروع إلى تقديم إطار مؤسسي لنشر الثقافة الحزبية، تماشيا مع جهود الأردن في دعم التحديث السياسي.
وقد تم تحديد الفئة المستهدفة في المشروع بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عامًا ويشجع إنشاء الأحزاب السياسية، دعمًا لُوجِسْتِيًّا للأطراف المشاركة لعرض رسائلهم وبرامجهم في جميع أنحاء المملكة.
في ظل هذه المرحلة، التي تتسم بالعديد من التحديات في البلدان المحيطة وانتشار مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية خطيرة. لابد من تقديم حلول جذرية، وبدائل حديثة، تضمن تحقيق الإصلاح السياسي، كما تم وصفة في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
التغيير سمة أساسية وحتمية تحكم المشهد السياسي والسياق الاجتماعي. من هنا تنبع أهمية طرح سمو الأمير الحسين بن عبد الله، حول أهمية بناء الثقافة الحزبية. سمو الأمير في لقائه عمداء شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية يقدم دعوة للتنسيق والمشاركة بين الجامعات والنشطاء من الشباب تدفع باتجاه التأهيل للشباب من خلال النشاط الحزبي للمشاركة السياسية
أن الأحزاب السياسية مجال يتميز بالديناميكية والنزاع. وبالتالي لا بد من الإدراك أن الانتقال نحو الثقافة الحزبية سيكون بطيئا، وخصوصا في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة حاليا، وعلى الرغم من وجود تحرك من الأحزاب في اتجاه التعبئة الشبابية، لابد من بذل مزيد من الجهود لمحاولة إعادة ترتيب الكثير من الأمور التي قد تؤدي إلى تشجيع الشباب على الانضمام إلى الأحزاب السياسية.
وبوجه نظري لقاء سمو الأمير ولي العهد مع عمداء شؤون الطلبة خطوة تبث نفسا جديدا، نحو الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، فالانطلاقة الحقيقية للحركة الحزبية تاريخيا انطلقت من الجامعات. هي خطوة عملية لإعادة بناء الثقة في العمل الحزبي وتشجيع الشباب على الانضمام، لتلك الأحزاب،
والسؤال المهم الآن هل ستنجح الأحزاب السياسية بجذب الشباب في ظل انعدام الشغف الذي يحيط بالشباب نتيجة ارتفاع نسبة البطالة، والتي أطاحت بأحلام وتطلعات الشباب!
الكرة الآن في مرمى الأحزاب السياسية القديمة والواعدة في أن تستطيع إقناع الشباب على الانضمام لها من خلال توضيح أهدافها وبرامجها السياسية، في لقاءات دورية وطنية شاملة للجامعات، لتوضح أهداف وآليات العمل الحزبي، والعوائد المتوقعة من الانضمام للعمل الحزبي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وهذا جزء لا يتجزأ بل يكاد بكون الأهم من بناءً ثقافة حزبية.
باعتقادي رغم إدراكنا لأهمية بناء أحزاب قوية تسهم في بناء ثقافة حزبية سياسية واقتصادية واجتماعية، إلا أن التحدي كبير، ويحتاج إلى الوقت والتكامل والتعاون والتشارك بين الجامعات والأحزاب لرسم خطوات واثقة تضمن انضمام الشباب للأحزاب من أجل تأهيلهم لخوض غمار العمل السياسي مستقبلا، لنستطيع الحديث بثقة عن بناء ثقافة حزبية تضمن مشاركة وتمكين الشباب في الحياة السياسية، حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا
aaltaher @ aut. edu. jo