مثل "حورية" خرجت من قاع البحار والمحيطات، جاءتنا "دلال أبو آمنة" من عطشنا للاغنية الجميلة واشتياقنا للفن الراقي.
حملت معها "سلالا" من الفرح والكثير من الحنين للوطن السليب.
كانت "النسوة" لا يرددن معها فقط مقاطع الاغنيات، بل "يطرّزن" مناديل الامل لصوت امتلأ عشقا لـ "فلسطين" و لـ "بلاد العرب" وكل الباحثين عن الحرية.
طافت "دلال" هذا الصيف في المهرجانات العربية.. فكانت هناك في "المغرب" وكانت هناك في "قرطاج" وملأت فضاءاتها بالياسمين..
ثم جاءت إلينا وغمرتنا بـ "بأغنياتها" ومثل "ساحرة" قديمة "أسرتنا" وطوقت ارواحنا بدفء صوتها..
صالت في مدرجات "جرش" العتيقة ونثرت "عناقيد فرحها" في بساتين "الفحيص".
من أين تأتين يا "دلال" بكل هذا الوهج وهذا الألق؟.
ومن أي "خايبة" تأتين إلينا بالعسل وبعناقيد العنب ورائحة "الدراق"؟.
وعلى "مسرح الفحيص"، حيث امتلأت المقاعد بعشاق صوتك وفنك، تمايلت كـ "فراشة" ظلت تراقص ضوء البهجة وتسحب ارواحنا الى مستحيل الحنين.
من أخبرك أننا لا نملّ من هذا الدفق الشاعري المضمّخ بـ "أنين الغربة"؟.
هل "سرقت" ملامحنا وهربت بها نحو كروم التفاح وبيارات الفرح؟.
انا لا اكتب عن الكلمات ولا الالحان.. فالكثيرون يغنون ومثلهم يكتبون ولكن "قليل" منهم وأنت ابرزهم يلامسون أرواحنا ويداعبون شغاف قلوبنا ويخلطون دماءنا بعطش التراب وحنين "الغيمات"..
كنا نراهن على "روعة الاداء" وكسبناك وكسبنا "الرهان"..
ايتها العصفورة التي طارت بنا وحملتنا بين جناحيها وطافت في زمن الاغنيات فحضرت "فيروز" بروائعها..
وحضرت "حيفا" و"يافا" و"نابلس" و"الخليل" و"غزة" و "رام الله" وكل جبال واودية وشوارع القدس.
كانت "ليلة".. دلال.. ولكل "امرئ من اسمه.. نصيب".
ومن ملَك "الدلال".. ملَك الفرح !!..