هل نحنُ نحنُ؟! أم الليالي صَيَّرَت
حباّتِ أعْيُننا: حَصىً ، وتُرابا؟!
لو أَنّنا كُنّا نرى بقلوبنا..
لَتَفتَّحَتْ آفاقُنا أبوابا!
وبدا لنا - مِنْ قبلِ أنْ يأتي الذي
يأتي - وهيّأنا لهُ الأسبابا!
فالَّدرْبُ أَقْصَرُ ما يكونُ لِسالِكٍ
نَشَرَ الفؤادَ على الشعابِ شِهابا
وتطولُ .. كَمْ سَتطُول .. إنْ لم يَحْتَمِلْ
وَجَعَ الخُطا.. والجوعَ.. والأوصابا!
إنّا عَقَرْنا «ناقةَ اللهِ» التي
وَصّى بها رَبُّ السَّما الأحبابا!
كانت «ثواباً» مِنْهُ، في الدُّنيا، لنا
لم نَرْعَ حُرْمَتَهُ «فصارَ عِقابا»!
سَتَظَلُّ .. لُغْتَنا.. ولو تُبْنا.. وَلَوْ
ذُبْنا على اعتابِها - أَحقابا!
حتىّ نُعيَد لها الحياةَ.. وَيْرتوي
ظَمأً .. تكونُ له الدِّماءُ شرابا!!
يا «نَاقة اللهِ» التي فَتَحتْ لنا
بابَ السَّماءِ .. ومدَّت الأَطنابا
ما كانَ أقسانا عليكِ.. وظُلْمُنا
لكِ، ما يزالُ يُحّيِرُ الألبابا!!
ما عندنا عُذْرٌ، سوى أنْ نَدّعي
أنّ المحَّبةَ تقتلُ الأَحبابا!!
هذا هو «الزَّمَنُ الّرديُّ» .. وكُلُّنا
متشابهونَ: رداءةً، وخَرابا!!
أَمّا العِدا فَهُمُ العِدا.. لكنَّ من
أصحابِها .. هذا الدَّم المُنْسابا!
منهم!! وهذا الجُرْحُ من سِكّيِنهِمْ
وبها.. فلا كانوا لها أصحابا!!
(الدستور)