إربد عاصمة الثقافة وحارسة الهوية
د.طلال طلب الشرفات
14-08-2022 05:16 PM
ليس ترفاً أن نكتب عن إربد عرار عاصمة الثقافة والحضارة وطليعة المدن الأردنية التي رسّخت مفهوماً وطنياً استثنائياً ومميزاً في حفظ الهوية ومقارعة خطوب التذويب والتغريب؛ حتى غدت إربد وأهلها عنواناً لأريحية الأمس، وملاذاً لرائحة الزعتر ولون القمح وإرث الفتح في اليرموك العابق بتضحيات القادة الأوائل، والشهيد الأول " فتى بني كنانة " على ثرى فلسطين والشهيد الكبير وصفي التل الذي عانق ثرى الكنانة دفاعاً عن صلابة الموقف الأردني العادل ونعاه الحسين الباني طيب الله ثراه، وقبلهم شيخ آل هاشم الأخيار ومؤسس مملكتنا الحبيبة المغفور له عبدالله الأول بن الحسين .
ليس غريباً ان تتألق إربد كعاصمة للثقافة العربية هذا العام؛ فالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة كبيرة والمتابعة اليومية والمشاركة الحثيثة لوزيرة الثقافة المبدعة تحاكي تماماً ما كانت تدعو له قبل إشغال الموقع الوزاري لترسّخ حالة النجاح التي رافقتها في كل المواقع التي شغلتها في القطاعين العام والخاص. ويرافق ذلك روح الفريق الواحد في إربد عروس الشمال الذي يقوده الوطني المبدع محافظ إربد ومساعدوه ومدراء الدوائر، وعلى الأخص مديرية ثقافة اربد التي تصل الليل بالنهار لإنجاح هذا الحدث الوطني الكبير.
الاستجابة الشعبية للمشاركة من الفعاليات الثقافية دون المستوى المطلوب، واقتصار المشاركة على أبناء المدينة والمحافظة لا يليق بحجم هذا التكريم الوطني الكبير، ولعل الاعلام الوطني يمكن أن يسهم في الترويج للفعاليات ومغادرة حالة الجمود التي ترافق الحركة الثقافية للأسف ، فإربد هي المدينة الخالدة التي أنجبت المفكرين والساسة والشهداء والشعراء والمبدعين في شتى المجالات تستحق منا أن نسهم في إنجاح هذه الرسالة الوطنية الكبيرة التي تعكس حرصنا الوطني على الإسهام في تعزيز الثقافة العربية في كل مجال أو ميدان.
قيّض لي أن أتابع أكثر من فعالية وأدرك تماماً أهمية الإسناد الشعبي في هذا الصدد، وعرار الذي رسّخ مفهوم القيم الوطنية والاجتماعية في عهد مبكر من عمر الدولة، وقدم انموذجاً في الخصوصية الأردنية وثقافتها الإيجابية وعكس تجليات هويتنا المميزة وأخرج بثقافته الشعرية الخطاب الثقافي والفكري من ضيق المناطقية والجهوية إلى افق الوطنية الرحب؛ الأمر الذي ندعو معه لاقتناص الفرصة لتقديم حالة ثقافية وطنية تسهم في رفد الثقافة العربية بمنظومة قيم ناجزة وإبداع وطني لا يُبارى.
إربد التي تكتسي اليوم وكل يوم بلون القمح ورائحة اليرموك والشهداء وتجليات الهوية تسهم كل يوم في رفد الثقافة الوطنية والقومية بإسهامات جديدة، وكل الجهود الوطنية المخلصة في هذا الشأن تصب في خانة رفعة الثقافة الأردنية وتجردها من المنطلقات الضيقة، وتؤكد أن الضوء الوطني العريق القادم من إربد لن يخفت في ظل قيادة هاشمية حكيمة قدمت كل ما يرفع شأن الوطن وعزة أبنائه، وبوركت الأيدي التي تعمل من أجل الوطن.