جهود جبارة ومضنية تقوم بها إدارة مكافحة المخدرات في مديرية الامن العام، هي ليست وليدة الصدفة، وانما تُبذل على مدار عشرات السنين، وإذا لم تخني الذاكرة فان إدارة المخدرات تم انشاؤها عام 1973 كإدارة مستقلة سبقها تأسيس مكتب عام 1968 لمكافحة المخدرات تابع لإدارة التحقيقات في الامن العام. وتعد ثاني إدارة لمكافحة المخدرات في الوطن العربي بعد الإدارة العامة في جمهورية مصر العربية.
وكان لاهتمام القيادة الهاشمية بموضوع مكافحة المخدرات الدور الأكبر في التطور الذي وصل إليه مستوى مكافحة المخدرات في الأردن.
وتبعا لتطور مشكلة المخدرات في العالم والذي صاحبه تطور محلي، استمرت الإدارة بالتطور وتوسيع أقسامها وزيادة أعداد العاملين فيها سعياً وراء احكام قبضتها على أيدي العابثين بعقول الشباب إلى أن أصبحت أقسام الإدارة تغطي كافة المحافظات والمدن الرئيسية والمنافذ الحدودية فضلاً عن إقامة مركز خاص لعلاج المدمنين.
مما لا شك فيه أن الأردن "بحكم موقعه الجغرافي بين بلدان منتجة للمخدرات كان على الدوام ممرا للمخدرات، لكننا في الفترة الأخيرة بتنا نشعر بوجود مشكلة تعاطي مخدرات في الأردن ".
وحسب ما أعلنته وتعلنه مديرية الامن العام من ضبطيات لكميات من المخدرات او اشخاص ممتهني التجارة والترويج والتعاطي بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية ودائرة الجمارك، خير دليل لجهود الدولة بمكافحة هذه الآفة.
المطلوب الان وقوف المجتمع المحلي والدولي مع الأردن، للضرب ليس فقط بيد من قانون وانما من حديد لمن تٌسوًل له نفسه استخدام الأردن كممر او جسر لعبور المخدرات الى أي دولة مجاورة، وايقاع اقصى أنواع العقوبات على من يستخدم الأردن كمقر لهذه الآفة اللعينة، ومحاولة ترويج أنواع المخدرات بين فئة الشباب الأردني في محاولة لتدميره.
نؤكد مرة أخرى ان موقع الأردن الجغرافي قد ضاعف من حجم مسؤولياته، وقواتنا المسلحة الباسلة وإدارة مكافحة المخدرات وباقي الجهات الرقابية هي بمثابة صمام امان وخط الدفاع الأول امام عصابات التهريب والترويج للحد من انتشار هذا المرض الخطير.
خاتمة القول علينا ان نقف سدا منيعا تجاه هذه الآفة وان نكون خير معين لأجهزتنا الأمنية المعنية بمحاربة خطر المخدرات وان نكون أداةَ بناء لا معولَ هدم، وان لا نتعامل مع إنجازات الدولة بمكافحة المخدرات بطرق استهزائيه، وان يكون انتقادنا بنّاء ولا نقوم بإحباط الجهود المضنية التي تقوم بها اجهزتنا الأمنية، الذين يحملون ارواحهم على اكفهم ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل حماية أولادنا وبناتنا من هذا المرض بل الوباء الذي بات منتشرا الان في مختلف المجتمعات.
وأنا هنا لا أريد الكلام عن هذا الأمر بقدر ما أريد الحديث عن حال كثيرٍ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يحاولون وللأسف الشديد لفت انتباه المجتمع الى قضايا جانبية بدلا من لفت انتباههم الى الجهود التي يبذلها رجال الامن العام في مكافحة المخدرات.
لا يوجد بؤر مغلقة امام الأجهزة الأمنية ولا يوجد اشخاص متنفذين وهوامير، فالأمن العام أعلنها صراحة انه فتح النار على سماسرة وتجار المخدرات وان الحملات الأمنية مستمرة للتصدي لتجار ومروجي المخدرات ومداهمتهم.
والشكر الجزيل لعطوفة مدير الامن العام اللواء حسين الحواتمة والشكر موصول لمختلف ضباط وافراد الامن العام وعلى رأسهم رجال مكافحة المخدرات الذين يؤدون واجبهم المقدس بكل حرفية وصلابة، على مدار الساعة، ويلاحقون كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.
اسال الله ان يديم علينا نعمته وأمنه في ظل قيادتنا الحكيمة وان يبارك بالجهود ويوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح، إنه سميع مجيب الدعوات.