بعض العلاقات الاجتماعية التي تربطنا بالآخرين قد تكون سامة ولكننا لا نشعر بسميتها، لأننا اعتدنا على ذلك أو لأننا سنفقد بعض العلاقات والأشخاص إن حاولنا التخلص منها، قد نتقوقع على انفسنا وننسحب ونقبل بها ونمشي بتأني على قشر البيض كنوع من التأقلم السلبي أو قد نواجه وننتظر النتيجة، فما هي العلاقات السامة؟.
العلاقات الانسانية والاجتماعية إما أن تكون داعمة وإما أن تكون سامة، بمعنى يكون التواصل فيها غير صحي بين الطرفين فهي مؤذية عاطفيا ونفسيا لأحد الأطراف، واحيانا قد تكون مؤذية جسديا، حيث تكون العلاقة بين الطرفين مبنية على الصراع والمنافسة وحاجة أحدهم للسيطرة على الآخر والحط من قدره، حيث تشعر في هذه العلاقة بأنك غير مدعوم ويساء فهمك وتتعرض للهجوم والتقليل من قيمتك الانسانية، في هذه العلاقة تشعر بشعور سيئ وعدم راحة سواء بما يقوله أو يفعله أحدهم، وحتى أحيانا حيادية وبرودة الطرف الآخر تجعل العلاقة سامة.
هل انت تمر في علاقة سامة في العمل او المدرسة او الجامعة او البيت؟، هناك علامات وتحذيرات تشير إلى أنك في علاقة سامة مع أحدهم في حال كان هذا الشخص :
-غير داعم لك فيما يخص اهتماماتك، يحد من طاقتك الايجابية، ويشعرك ان كل ما تفعله لا يرقى لتوقعاته المبالغ فيها .
-كثير اللوم والعتاب، يشعرك دائما أنك على خطأ، ويتغاضى عن أخطائه أمامك، لأنه لا يتحمل المسؤولية عند وقوع الأخطاء ويتملص ويلصقها بالغير .
-يشعرك بأنك غير مخلص وغير كفوء بالعلاقة، وقد يشك بك ويتهمك بالخيانة بسبب غيرته الغير مبررة .
-الشخص السام يأخذ أكتر مما يعطي بعلاقته معك ويتجاهل احتياجاتك ويفرض عليك ما يريده، ويتصرف معك بعدم انصاف فيما يخص الامور المادية .
-تشعر معه أو معها انك في حالة قلق وتوتر وضغط نفسي دائم وترتاح بالغياب عنه وكأنك تمشي على قشر البيض كما ذكرت، حيث تتجنب الخوض بأي نقا طبيعي او مجادلة عابرة في العلاقة وتنغلق على نفسك وعلى همومك خوفا من إثارة المشاكل، ومع الوقت تتنازل عن أحلامك ومطالبك وحقوقك العادية رغبة بالهدوء والسلام .
-عنيد في نقاشاته بالمحادثات، يظهر نفسه الأقوى والأقدر ، لا يرغب بمقاطعته واظهار خطأه بالمعلومات التي يذكرها حتى لو لم تكن تستند لأساس علمي .
هناك العديد من علامات العلاقة السامة التي يشعر بها الطرف الآخر والخاسر في هذه العلاقة، لا أستطيع ذكرها كلها في هذا المقال وهي تختلف من شخص لآخر ومن ثقافة لأخرى، لكن في كل الحالات يجب العمل على التقليل من سميتها ليصبح التواصل بالعلاقات صحيا ومريحا نوعا ما، اذا كان من الضروري الاستمرار مع الطرف الاخر وهذا يتطلب طلب المساعدة والوقت والصبر ووضع خطة للتغيير بعد التاكد من الرغبة بالتغيير من كلا الطرفين، فالطرف السام في العلاقة قد يكون لديه اضطرابات بالشخصية، أو لديه مشاكل بالتنشئة وظروف وخبرات سيئة مر بها، والطرف الذي يعاني من سمية العلاقة بحاجة لفنيات لتأكيد ذاته واسترداد ثقته بنفسه ووضع حدود شخصية مع الآخر تحميه من الإساءة والشعور بالضعف مستقبلا، أما اذا كان الابتعاد عن هذا الشخص ممكنا فأتركه وغادر ولا تعود أبدا.
raniareena@yahoo.com