تلك هي كما هي لم يغيرها الزمان فبقيت ناصعة لامعة لا يشوبها شائبة وباتت على مأقة وحموضة ومرارة فثبت كساق النخلة او أشد بأسا وقوة وصلابة، فلم يهزها الريح ولم تتلاطمها بوائق الفساد وامواج الانحلال والانحراف ولم يغرها المال والليالي الحمراء والترنح في الحانات والتسكع في ويلات الخمر والقمار.
لم تأبه بالضالين ولم تطمع بوجودهم وكرمهم وقربهم ولم تكن يوما ذليلة او منقادة لتقترب من هذا وذاك الجاذب بماله وسلطانه فآثرت النقاء والصفاء والموالاة للحق والبعد عن الضلال والانغماس في الملذات الزائلة.
غادرت المناصب غير مأسوف عليها وتركت المواقع بعيدا عن النفاق والتزلف والانخراط في الفساد المشهود والبلاء المعهود.
وجدت الوحدة والانطواء على الذات غنيمة ومكسبا ولم تلطخ سمعتها بالبغي والفساد في الأرض وممارسة الظلم والغطرسة والانخراط في تيارات الانحراف والرذيلة والبعد عن الحق.
عاشت منبوذة ومكروهة يصفها الناعقون بالفشل وعدم القدرة على العمل زورا وبهتانا بينما هي نظيفة وجليلة وعارية من الفساد والافساد والتدليس والغش والخداع والكذب.
تلك الأيادي عملة نادرة ومفقودة تبحث عنا لتجدها بعناء وشق نفس ويصدمك التعب والكل وانت تبحث عن ضالتك قبل أن تفقد الأمل.
ليت شعري انها المروءة والرجولة واحترام الذات وحملها على على ما يصونها مهما قال الناس ومهما وصفوا واتصفوا في الليالي الظلماء التي يفتقد فيها البدر.
عش كريما ومت عزيزا مستقيما خيرا لك من جلابيب المال التافه وسلطان الباطل ومتع الضلال.