عن محمود الكايد وفلسطين والجزائر العاصمة
عودة عودة
12-08-2022 01:58 PM
شاء طيب الذكر رئيس التحرير المرحوم استاذنا محمود الكايد أن أقوم بتغطية إجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني
في الجزائر في أيلول العام 1990 ..
و مع أن المرحلة كانت صعبة .. و فاصلة بالنسبة للقضية الفلسطينية إلا أن الإجتماعات كانت طويلة و صاخبة و غاضبة أيضاً و الصخب و الغضب كان من الجميع لأنهم كانوا يدركون بحدسهم أنهم بصدد الزج بهم في عمق الظلام و الضياع و صدق حدسهم فيما بعد .
لقد مر أكثر من ثمانية أيام و المرحوم الرئيس عرفات لم يظفر بالرفض أو الموافقة على المشاركة في عملية السلام ..
هل ينحني الفلسطينيون للعاصفة حتى تمر و التي اجتاحت المنطقة العربية بعد عدوان الولايات المتحدة « و أخواتها « على العراق في السابع عشر من كانون الثاني العام 1991 ..
و قد كان رأي «الداخل الفلسطيني» على الإنحناء للعاصفة و على رأسهم المرحوم فيصل الحسيني الذي يتمتع بكاريزما مذهلة و رؤية بعيدة و صادقة ...
و لإنقاذ المنظمة من انشقاقات آخرى غير انشقاق العام 1983 ..
استدعى أبو عمار من عمّان ثلاث شخصيات أردنية : مشهور حديثة و الدكتور حسن خريس و الدكتور حسني الشيّاب و قد رأوا المشاركة الفلسطينية المشروطة و لمدة ستة أشهر « كتجربة» و اذا لم توافق إسرائيل على انسحابها من القدس و الضفة الغربية و قطاع غزة و إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس ستنسحب المنظمة و تعود الى الإنتفاضة من جديد..
إلا أن ما حصل فيما بعد و رغم عدم تلبية المطالب الفلسطينية فالمفاوضات مع إسرائيل استمرت أكثر من واحد
و عشرين عاماً و هي كما يبدو مستمرة من منطلق « الحياة مفاوضات « كما يراها صائب عريقات.
و للتاريخ.. و رغم موافقة الأغلبية على المشاركة في عملية السلام فقد انسحب بهجت أبو غربية و حسيب الصباغ و آخرون من الإجتماع و من منظمة التحرير الفلسطينية أيضاً .
زيارتي الثانية للجزائر و في مهمة صحفية لتغطية مؤتمر طبي أردني جزائري كانت في حزيران 2010 و دعوة من الدكتور جمال ولد عباس نقابي و مناضل معروف و رئيس اتحاد الطب الجزائري ...
لم تشدني كثيراً مشاورات لرأب الصدع في اتحاد الأطباء العرب فقد سبق هذا الصدع صدوع في معظم الاتحادات المهنية العربية و بدعم دول بترولية بعد و قبل العدوان الأمريكي على العراق و بهدف تعميق الجرح العراقي ..
فالذي يقبل قسمة الوطن « التراب و الشعب « عليه أن يتحمل آلام و أوجاع اقتسام كل شيء حتى رأسه ..!!
و أنا أشق طريقي في شوارع الجزائر العاصمة التي تشبه يافا في بيوتها ناصعة البياض و أبوابها شديدة الزرقة و الجبال المحيطة بها كانت قبل نصف قرن تعج بالمستعمرين الفرنسيين و ها هي تعج الآن بأهلها الجزائريين ..
فهل يتكرر المشهد في فلسطين المحتلة ذات يوم .. إنها تحتاج الى مليون و نصف مليون شهيد و ربما أكثر ..!!