عمون -المحامي محمد الصبيحي - مع أقتراب الحملات الدعائية الانتخابية فان هناك من يفكر بأن كل شيء مباح في سبيل حشد الاصوات لصالحه وحجبها عن منافسيه، وباعتبار أن الغاية عند بعض المرشحين تبرر الوسيلة فان استغلال توترات عشائرية وإثارة نعرات جاهلية وإذكاء خلافات عشائرية قديمة لحشد الأصوات ذكاء تكتيكي خارق، كما أن الضخ السياسي المبالغ به جرأة وشجاعة سياسية في نظرهم.

غياب الضمير الوطني عن بعض الحملات الانتخابية أمر متوقع. ومتوقع أن يؤدي ذلك الى مزيد من التوترات بين الناس خاصة اذا ما حاول بعض المرشحين ارتكاب تجاوزات وتم غض الطرف عنها أو اذا ما حاول بعضهم الايحاء بأنه مدعوم وأن فوزه تحصيل حاصل، ومن جانب أخر فان من لا يعنيهم أمر الانتخابات ومن تضاءلت فرصهم الى حد العدم ومن يتوقون الى تصفية حسابات مع بعض المرشحين سيكونون حاضرين في المشهد الانتخابي وجاهزين لكل مأتم، ومن هنا فاننا نتوقع حملة انتخابية غير مسبوقة في التوتر والمخالفات، الامر الذي يستدعي من الجهات الحكومية دراسة هذا الامر والاستعداد له مسبقا، وبذات الوقت مطلوب من قوى المجتمع الحية أن تقف في وجه كل محاولات تشويه الممارسة الديمقراطية.

وبالرغم من أننا تعودنا على أجراء الانتخابات في كافة انحاء المملكة في يوم واحد الا أنه ليس هناك ما يمنع من أجراء الانتخابات على مراحل كأن تجرى في كل محافظة على حدة، وهي تجربة لم يسبق ممارستها وحري بنا القيام بها .

وفي قانون الانتخاب نصت المادة 22 على أنه يجوز لوزير الداخلية (ان يعين يوما خاصا لبعض الدوائر الانتخابية في غير الموعد الذي حدده مجلس الوزراء اذا اقتضت سلامة الانتخاب أو المصلحة العامة ذلك) .

ان أجراء الانتخابات في كافة المحافظات والدوائر في يوم واحد أصبح يشكل عبئا أداريا وأمنيا هائلا كما يشكل عبئا حتى مستوى وسائل النقل وسير عمل مرافق الدولة، بالاضافة الى الارهاق البشري للكوادر المشرفة على الانتخابات.

ان تجربة أجراء الانتخابات على مدى ثلاثة أيام متوالية يوم لمحافظات الشمال واليوم الثاني لمحافظات الوسط، والثالث لمحافظات الجنوب جديرة بالبحث وفيها من الايجابيات الكثير وخاصة من ناحية ضبط وتحقق أقصى درجات الشفافية وسلامة الانتخاب.

ومن جانب أخر فان تجزئة الانتخاب بالشكل السالف ذكره ستساهم مساهمة فعالة في دفع أعداد أكبر من الناخبين لممارسة حقهم الدستوري، وسترفع نسبة المشاركة الديمقراطية الى معدلات غير مسبوقة.

أدعو وزارة الداخلية الى بحث جدي في أجراء الانتخابات على مدى ثلاثة أيام متوالية وأجراء الترتيبات من أجل ذلك بحيث تكون مدة الدعاية الانتخابية متساوية للأقاليم الثلاثة، ولعل حوارا عاجلا في الموضوع يثري الفكرة .