بعد كتاب الفلسفة هل نعيد كتاب القضية الفلسطينية لمناهجنا
د.بكر خازر المجالي
11-08-2022 10:37 AM
مناهجنا هي بوصلة ارشادية للطالب، وفيها من التنوع الثقافي المتسق مع متطلبات العمل وخدمة المجتمع وبناء الشخصية، وقد أحسنت وزارة التربية والتعليم بإعادة تدريس كتاب الفلسفة، ولا نعرف هل سيكون ذلك الكتاب ذو الغلاف الزهري تقريبا في مدخل الى الفلسفة؟ وفيه مواضيع تبحث في التفكير والمنطق والاستنتاج مع النظريات الفلسفية المختلفة، وهذا الموضوع كان يشكل تحديا لقدرات الطالب الفكرية.
واذا كان الامر كذلك فنتطلع الى اعادة كتاب القضية الفلسطينية الذي ابتدأ تدريسه عام 1976 ثم توقف تدريسه بعد اتفاقية السلام عام 1994، لمؤلفه معالي وزير التربية الاسبق ذوقان الهنداوي.
في منظور التقييم الحالي لكتب التاريخ فيما يختص القضية الفلسطينية فهو كتاب نوعي في موضوعاته، شامل لكل مفاصل القضية الفلسطينية و لا يحمل في طياته مفاهيم الكراهية أوالتحريض ، بل الدعوة لأن تبقى القضية في الوجدان والضمير ، وهو كتاب حق وحقيقة يرسم خارطة الماضي العميق ليصل الى المستقبل الحاضر داعيا الى الاستعداد الدائم وايجاد حالة من الوعي ، والكتاب كان ضمن منهاج الصف الثالث الثانوي في سنتهم الدراسية المدرسية الاخيرة قبل أن يلتحقوا في الجامعات وسوق العمل ، وتبقى آخر المعلومات في أذهانهم .
القضية الفلسطينية لا زالت ، طالما بدون حل عادل هي قضية وطنية اردنية ولا يمكن أبدا التغاضي عن التعريف بها دوما ، وهذا لا يتعارض ابدا مع أي اتفاقيات ، واذا كنا نريد المعاملة بالمثل فنحن ندرك تماما ان مستوى التدريس وتعزيز العنصرية عند الجانب الاخر لم يحدث أي تغيير عليه ، بل قد ازداد بنسبة ملحوظة خاصة في ظل الاحداث ما بعد انتفاضة عام 2000 والى الان .
تاريخ القضية الفلسطينية في كتاب المرحوم الهنداوي يتناول مفردات القضية الفلسطينية باسلوب بسيط ولكن يحقق فهما عميقا ، ومن قراءتي للكتاب فلا يوجد ما يشير الى اية عدوانية ، ولكنه سجل تثقيقي توعوي في القضية الفلسطينية فيه تاريخ وجغرافيا فلسطين ، وتوثيق لكل اللجان الدولية لوضع تصورات للحل ، وأن العائق الوحيد أمام تحقيق التسوية هو وضوح الحق العربي ورفض المساومة على الحق المبين ,ويمكن اضافة مادة عصرية تتفق مع الاحداث الاخيرة .
وفي دراسة الفلسفة ونظرياتها المختلفة وتطبيق منهج المنطق يمكن اخذ القضية الفلسطينية كنموذج يبحث عن معادلة فلسفية تصل الى توصية منطقية للحل.
الكتاب هو مرجع تاريخي توثيقي معاصر في طرحه لقضية مضى عليها حوالى 75 عاما ، وإن كان البدء قبل ذلك بثلاثين سنة ، لكن هل هي سياسة معقولة بفصل طلبتنا عن قضيتهم ؟ ما هي المصادر التي يمكن أن تعوضهم عن ذلك ؟ وهل يدرك البعض ان ثقافة التطرف والعنف على الاغلب ستكون هي البديلة ؟ وهل ما يرضي السياسة يمكنه ان يرضي الضمير ؟
هذه دعوة علمية لأن نعيد كتاب القضية الفلسطينية للتدريس لطلبة ندرك اردنيتهم ومحبتهم لوطنهم ، ولكن من الواجب ان يعرفوا فصلا من تاريخهم ، وربط الطالب علميا بحلقات الاخبار والتواصل قبل ان ينجح غيرنا في الاستحواذ على عقليتهم ووفائهم.