في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2002، أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني مفهوم (الأردن أولا)، لتعزيز أسس الدولة الديمقراطية العصرية، وهي خطة عمل تهدف إلى ترسيخ روح الانتماء بين المواطنين، حيث يعمل الجميع شركاء في بناء الأردن وتطويره.
أحب العبارة، وأريد ترديدها بهذه المرحلة كثيرا، خصوصا في ظل كل السوداوية والسلبية التي أوجدتها الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي القت بظلالها على الشعب الأردني وخصوصا في السنتين الأخيرتين.
أريد اليوم أن أطل كحمامة سلام تحمل معها رسالة تحمل كلمات تشبه ندى غيمة بيضاء تبشر بالمطر في نهار جاف.
لماذا الأردن أولاً دائما وأبدا، لأن الأردن بكافة كوادره البشرية كان حاضرا دائما لنجدة الملهوف، ومساعدة الضعيف، والتضحية من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
تميزت الكوادر الأردنية في كل المواقع بسرعة وكفاءة يشهد لها القاصي والداني.
مثال بسيط على الديناميكية والكفاءة وسرعة العمل، موقف حصل مع أحد الأصدقاء لأبني والذي جاء لقضاء أجازته الصيفية عنده في تركيا، حيث تم توقيف الشاب الأردني صديق أبني من شرطة البحث عن الإقامات والهويات الشخصية، ولكن بمجرد اتصالي مع وزارة الخارجية وتواصلهم السريع مع القنصلية الأردنية في إسطنبول تم حل الأشكال، وتقديم العون للشاب الأردني بسرعة قياسية.
اكتب عن الواقعة البسيطة في مقالي لسببي الأول لأقدم الشكر والتقدير لجميع من تعاون لحل الأشكال من كوادر وزارة الخارجية، والقنصلية الأردنية بإسطنبول دون أدنى تقصير، وباحترام كامل لحقوق الشاب وتطمينه، واستمرار التواصل معي حتى عاد الشاب بحفظ الله ورعايته للبيت الذي يقيم فيه.
أما السبب الثاني لتنبيه الشباب بضرورة سرعة الاتصال بالسفارة الأردنية في حال حدث أي إشكالية معك وأنت تدرس أو تقضي إجازة في إحدى الدول خارج الأردن، وحقيقة ستجد أهلك وعزوتك حولك.
نسور الوطن في جاهزية تامة لعمل الواجب، والمحافظة على المواطن الأردني حيث يكون.
حريا بنا أن نفتخر ونعتز بعمل وزارة الخارجية في الأردن وتنسيقها السريع مع القنصليات بالخارج ذات الجاهزة التامة لخدمة الأردنيين في كل أنحاء العالم.
الأردن يبرهن في جميع الأحوال والمواقف أن المواطن الأردني أغلى ما يملك الأردن، هي حقيقة نعتز ونفخر بها لأنها مقولة المغفور له بإذن الله الملك الحسن بن طلال.
الأردن أولًا، لأنه استقبل اللاجئين من الدول العربية المجاورة وعاملهم إخوة وأهلا.
الأردن أولآ، بالجيش العربي المصطفوي الذي سطر الشهداء على أراضي فلسطين.
الأردن أولًا، بالاجهزة الأمنية الأردنية القادرة على ضبط جميع ما جرى من عنف مجتمعي غريب على المجتمع الأردني، حيث تم ضبط كل من سولت له نفسه الخروج عن القانون بسرعة قياسية تنبه أي شخص يفكر بالعنف أنه سينال العقاب وفورا.
الأردن أولآ لأنه شعب العلم والمعرفة، وأقل نسبة أمية في العالم العربي.
في النفق المظلم والظروف الصعبة علينا الاستمرار بالبحث عن نقاط الضوء، علينا ألا نفقد الشغف، ولا بدّ أن نبقى نبحث عن كل أسباب الفرح لأننا جبلنا بمحبة الأردن.
نعيش على حافة أمل بأن يتغيير الوضع الاقتصادي من حال إلى حال أفضل، ونرفض التسليم بالأمر الواقع وحكم الظروف، فنحن بحاجة إلى قادة مجتمع ورأي عام تصنع الظروف، وتعيد تشكيل النظريات القديمة وفق معايير علمية وعالمية عصرية سليمة تناسب الأردن الحديث الذي لم يتوقف عن مواكبة التطورات في جميع المجالات.
في كل مرة نصاب بالإحباط أو ننزعج من الواقع المليء بالتحديات، علينا ألا نفقد الإرادة، والرغبة الحقيقية بالتغير، بعزم من يرفض الاستسلام، وقوة من يصنع واقعا جديدا.
التغيير خطوة اولى نحو الأفضل.
الأردن أولاً، ويبقى لأن الكوادر الوطنية تمتاز بالكفاءة العالية، وسرعة الاستجابة، والمحافظة على المستوى المتميز .
نريد بإصرار الواثق من النصر، عملية تغيير فوري لكل من يقصر في أداء أي عمل أو واجب على أكمل وجه، لنحافظ على المستوى اللائق بالأردن، ولسرعة الاستجابة، مع التحديات الصعبة المحيطة.
العمل بديناميكية وكفاءة، وسرعة انجاز العمل، بما يناسب الظروف التي تتصف بعدم الاستقرار وسرعة التغير، أولوية مطلقة لا خلاف عليها، وهي أول خطوة في الاتجاه الصحيح للإصلاح بكل المجالات.
حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.
aaltaher@aut.edu.jo