بعيدا عما قد يسوقه البعض من اسباب عائلية ويغلفه اخرين بمبررات شخصية حول زيارة خالد مشعل للاردن إلا أن هذه الزيارة التي أعلن عنها موقع عمون الاخباري ترسم دلالات سياسية وترمز برمزية اعتبارية وجمل اخرى عديدة تربط الزيارة مع السياق العام للاحداث.
لاسيما وان خالد مشعل يعد من ابرز قيادات حركة حماس وان هذه الزيارة تأتي بعد الاحداث الاخيرة في غزة والتي اتخذت في حركة المقاومة الاسلامية حماس فكر جديد في التعاطي مع احداث غزة يقوم على "فكر الدولة وليس على طبيعة نهج ثورة".
وهو ما يعد تغيير منهجي في عمل المقاومة الاسلامية حماس التي كانت قد اختارت نهج الثبات على المرونة ونادت باستخدام السلاح كطريق أوحد للمقاومة وابتعدت عن حركة فتح ومنظمة التحرير بالنهج عندما رفضت قرارات الشرعية الاممية ووقف عند ثابت من البحر الى النهر وهي الجمل التي اخذت بالتغير مع استحكام حماس في غزة.
وبدأت عوارض هذا التغير الناشئ تظهر للعيان مع التغيير التدريجي في استراتيجية عمل الحركة عندما أخذت تتحدث وفق ارضية عمل جديدة تقوم على هدنة طويلة مع الكيان المحتل بدلا عن معادلة اعتراف وتعمل على تحويل الكيان الغاصب من مكانة عدو الى منزلة خصم وتقوم برسم فضاء اقليمي اخر تشكله وتركيا وقطر يدعم نهجها ويقوم على تدعيم ثبات مركزها كاطار مستقل عن اطار منظمة التحرير.
وهو الفضاء الذي اخذ يعيد تشكيل حساباته مع عملية التقارب العضوي بين الجسم الخليجي وقطر والتقارب الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل والذي اخذ ابعاد عسكرية عميقة ومسارات استراتيجية تقوم على تشاركية الطاقة والغاز في البحر المتوسط كما تجاه التفاهمات في سوريا والعراق.
وهي الجملة الخبرية التي جعلت من حركة المقاومة الاسلامية حماس تغير من استراتيجية عملها وتقوم بهذه الاستدارة السياسية للتعاطي مع المستجدات الجديد للمشهد العام وذلك للاستجابة المتغيرات الناشئة التي فرضتها وجود الحزب الديموقراطي في البيت الابيض والذي تنظر اليه الحركة باعتباره الاقرب لاسيما وقد تم التعامل معه في بداية الربيع العربي.
ويعد الاردن البديل الاسلم للحركة الاسلامية لاعتبارات ثلاث اولا ان القيادته الهاشمية لم يسجل عليها محاربة حركة الاخوان المسلمين بل قامت على حمايتهم واعتبارهم جزء من المنظومة التعددية على الرغم من نبذ الحركة في معظم الدول العربية بعد مرحلة ما عرف بالربيع العربي في فصل التغيير الناعم وثانيا ان جلالة الملك تربطه علاقة مميزة من الادارة الامريكية الديموقراطية كما تربط جلالة الملك والرئيس جوبايدن علاقة شخصية ودية واما الاعتبار الثالث فانه يقوم على قرب الاردن من الضفة الغربية مكان بسط المقام وعنوانه.
وهي الاعتبارات الثلاث التي تجعل من زيارة خالد مشعل للاردن زيارة تحمل دلالة سياسية ورمزية تحول استراتيجية وسيكون لها معاني اخرى في حال تم تأطيرها بعناوين امنية وسياسية من هنا تأتي دلالة زيارة خالد مشعل للاردن.
الرد على تعليق