لا تهاجر .. لا تمارس السوداوية .. الوضع تمام مية المية
احمد عبدالفتاح ابو هزيم
09-08-2022 03:52 PM
مواطن أردني يملك "كاريزما" قريبة من القلب، تتحدث ببساطة "بدون تكلف"، برزت مؤخراً عبر "السوشيال ميديا"، تنثر الفرح والمرح والبهجة بأسلوب عفوي، بعيداً عن التجميل لواقع شخصيته التي اعتاد عليها الناس ومعارفه منذ الطفولة، مع أنه لا يقدم محتوى "متخصص" كحال غيره من الكثيرين من مدوني بث الفيس بوك، بسبب إختلاط مفاهيم الإستخدام الأمن لوسائل التواصل الإجتماعي، ومنهم "على نفس الشاكلة في المحتوى" من أصبح "ترند " ومتابع من قبل آلاف وحتى الملايين على مستوى العالم، تجمعهم مرحلة فوضوية، يغلب عليها هروب "القطيع" من واقعهم نحو أي شيء حتى لو كان بلا معنى على قاعدة الأخوة المصريين "الجمهور عايز كده".
عبر فيديو مقتضب، انتشر مؤخراً أبدى رغبته بالهجرة خارج الوطن، معللاً السبب بضيق ذات الحال وعدم إستطاعته إطعام أولاده، المواطن الأردني "الراغب بالهجرة"، لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي يضطر "مُكرهاً" بترك وطنه ومسقط رأسه، ليجد ضالته بعيدا عنهما، فحسب تقرير بحثي أعدته شبكة البارومتر العربي على الراغبين بالهجرة من دول الشرق الأوسط ، حاز الأردن على المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً ، حيث أظهر الإستطلاع أن ما يقارب نصف الشعب الأردني " 48./. " يفكرون بالهجرة لدول أخرى ، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ، بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة ، متجاوزاً دول عربية أخرى ، تعصف بها الأقدار وتتنازعها الأهواء إلى ما قبل الميلاد .
المستمع والمشاهد للبيان " رقم واحد " الصادر عن المواطن الأردني الراغب بالهجرة ، يلحظ أنه لم يكن وليد الصدفة ، ولا قرار " إبن ساعته " ، بل جاء نتيجة حتمية لمعاناته اليومية في تدبير عيش كريم له ولأسرته ، وللمكابدة المستمرة من قبله في تغيير قواعد الإعتماد على النفس ، لتجاوز شظف العيش ومصاعب الحياة ، ويلاحظ أيضاً إنكساراً " ألم " للنفس وخفوت في الصوت " ، على غير المعتاد " ، بعيداً عن حالة الفرح والنشوة والإنشراح التي كانت تُميز " المباشر " ، ليعطي للآخرين طاقة إيجابية " أتضح أنه يفتقدها " ، لم تصمد طويلاً أمام ضغط المعاناة المعيشية التي يعانيها ، كحال الكثيرين من أبناء الوطن ، " كشفتها " ضيق ذات اليد التي كانت يوماً ترقص على إيقاع الهجيني والدحية .
الرفيق لم يشارك في تحالف السلطة والمال والمصالح المتبادلة ، لتفتح له خزائن الأرض بما رحبت ، تكفيه وذريته إلى يوم الدين ، ولم يشارك في بيع مقدرات الوطن وحول " الكومشن " إلى ملاذات أمته ، ولم يتحالف مع صاحب برنامج التحول الإقتصادي ، ليتحول بعدها إلى متكرش بالباطن والظاهر بربطات عنق فرنسية ، وبدلات حرير ايطالية ، وساعات يد سويسرية ، ولم يهتف بإسقاط الدولة والنظام على دوار الداخلية وساحة النخيل لينال لقب صاحب المعالي ، بل هتف للأردن .
المواطن الأردني الحالم بحياة كريمة له ولأسرته " حق مشروع " ، لم يمارس السوداوية في فيديوهاته ، بل كان مندفع على الحياة بجدٍ وإجتهاد لكي يساهم في إسعاد الناس ، بدون نفاق أو رياء . لم يرغب بالهجرة لحالة ترف اتخمته بعد أن وصل إلى حالة إشباع لجميع رغباته في وطنه ويريد المزيد ، وحان وقت السياحة في ارض الله الواسعه أو بلاد العم سام ، ولم يعاني من ضغط العمل " ستريس " وينشد الراحة عبر تسليم " البزنس " للأولاد ، لانه حان وقت " شمة " الهواء برفقة المدام ، بل كان في حالة إنتظار وترقب دائم ينتظر مع كامل أفراد الشعب الأردني بشارة رؤوساء الحكومات بالخروج الأمن من عنق الزجاجة والعيش في أجمل ايامنا التي لم تأتي بعد ... وستأتي .
حمى الله الأردن واحة أمن واستقرار . وعلى أرضه ما يستحق الحياة.