قوات دولية تحقق الأمن وتنهي الاحتلال
د. حازم قشوع
09-08-2022 12:44 PM
بينما يقوم مجلس الامن الدولي بمناقشة العدوان الاسرائيلي على المدنيين الفلسطنين في غزة، تقوم قوات الاحتلال بعملية عسكرية في نابلس ضاربة بعرض الحائط الارادة الدولية وقوة القانون الذي من المفترض أن يسود على الجميع ويكون مدعاة احترام لكل الدول باعتباره المرجعية الناظمة للعلاقات الدولية، ذلك لأن عدم احترام القانون الدولي سيؤدي الى ادخال الجميع بأتون قانون الغاب وسياسات البلطجة والتي ستؤدي بالنهاية لانتشار الفوضى وتوسيع مناخات التطرف وتهدد السلم الاهلي والامن الدولي، هذا ما هو متوافق على رفضه لدى الجميع .
واذا كانت اسرائيل تخشى على أمنها القومي من الفلسطينين وتبرر عدوانها الدائم على شعب أعزل بذراع شتى متذرعة تارة برابط خفي بين الجهاد وايران، وتارة اخرى تنحاز للسلطة على حساب كتاب الاقصى وهي ذرائع واهية باتت لا تنطلي على أحد فإن من واجب المجتمع الدولي قطع هذه الذرائع بالاجابة المباشرة عليها وذلك بتوفير الأمن لها من خلال قوات دولية تقوم على ذلك فتحفظ حدود التماس وتفشي فضاءات سلمية وبهذا تكون قد أنهت مخاوف اسرائيل تجاه أمنها ورفعت من جور الاحتلال المفروض على كاهل الشعب الفلسطيني، فنحقق بذلك الأمن الاسرائيلي والاستقلال الفلسطيني.
بداية الحل تمكن بتحمل مجلس الامن مسؤولياته عن طريق احترام الجميع لمشروعيته القانونية التي كان قد استمد منها شرعية الاعتراف بعضوية النادي الدولي، وهذا ما يجب ان يحافظ على رابطته الجميع والعمل من اجله عبر تعزيز مناخات الامن والاستقرار لمجتمعاتهم كما لمناطقهم الجغرافية .
إن إدخال منطقة شرق المتوسط في حالة "غير آمنة وغير مستقرة" تعرف "بالصوملة السياسية" وبوسائل متنوعة لن تحقق الامن المطلوب لاسرائيل ولا الاستقرار المنشود للمجتمع الدولي وهي المحصلة التي ينبغي ان تستدركها القوة الناظمة التي تقف وراء التهجير الديموغرافي والتغير الجغرافي في المنطقة التى ما فتئت تقوم باسقاطات نظرياتها بوسائل متنوعة فبدأت بعد انتهاء الحرب الباردة في العراق واخذت تتمدد في السودان وسوريا واليمن وحاصرت لبنان وتهدد مصر باثيوبيا وتحاول تفجير المنطقة من الواقع الفلسطيني.
إن حدث ذلك فإن المنطقة ستعيد انتاج ذاتها بذاتها وتنتج حماية ذاتية شعبية تبعدها عن الحماية الدولية بما يحقق لشعوبها حالة الامن المنشود وتصبح في مواجهة ضمنية مع القوة الناظمة، وهذا لن يعود بالفائدة على المجتمع الدولي كما سيدخل العالم في حالة صدام بين الحضارات، فإن صول المنطقة لقاع الردم سيعيد انتاجها لذاتها وعندما ستصبح عملية السيطرة عليها صعبة الى درجة الاستحالة فان مجتمعات المنطقة ودولها لا تستطيع تفهم وهضم اللغة السياسية المستخدمة اكثر من ذلك، وهذا ما يعد جرس انذار حقيقي ينبغي استدراكه .
إن تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وانهاء الصور الضدية الناشئة جراء الكيل بمكياين في مسألة القضية المركزية للمنطقة والتعاطي مع المنطقة من ميزان سياسي / أمني متجانس وحده سيكفل انتاج حالة سلمية وآمنة لشعوب المنطقة، وهو ما يجعلها قادرة على تشكيل اطار اقليمي متصالح مع ذاته، فلا سلام دون انهاء عقدة النزاع في المنطقة وهذا ما تقوله شعوب المنطقة، وهو ما يقوله الملك عبدالله الثاني بموضوعية .