في بداية الأزمة السورية كانت هناك هبّة دولية مع الاردن في تقديم الدعم المالي والمساعدات لمواجهة اعباء اللجوء السوري، خاصةً من دول الاتحاد الاوروبي لأسباب سياسية بحتة لأمتصاص الصدمة ومعالجتها على الأرض الأردنية حتى لا تتحول إلى إشكالية على حدودهم وخاصة بعد التشدد تجاه المهاجرين من قِبل التيارات الوطنية والشعبوية التي تنامت في السنوات الأخيرة.
اليوم يترك الأردن وحيداً في مواجهة اعباء اللجوء الانساني، وما ينفقه الأردن من بنى تحتية وخدمات التعليم والصحة والأمن يفوق بكثير ما يتلقاه من دعم دولي وهذا يظهر واضحا في خطة استجابة اللاجئين السوريين، إضف إلى ذلك كله التحديات المناخية القاسية وفي مقدمتها شُح المياه وموجات الجفاف القياسية.
الأردن الرسمي خجول في مطالبة حقوقه خارجيًا وشرس داخليًا في انتزاع ما يريد من جيب المواطن بكل إجحاف وضيم، وهذا الظلم بعينه يتحمله الأردني وحده بالنيابة عن العالم بأسره في استيعاب أزمات المنطقة وعواقبها المعيشية، في ظل قوى دولية تسرح وتمرح وتضغط على جُرحنا أكثر، بسبب مشاريع إقليمية لبسط النفوذ والقوة في منطقة لم يرتح ظهرها يومًا من الركوب.
هل يعقل مشروع استراتيجي مثل الناقل الوطني لتأمين حق إنساني للجموع البشرية في التزود بمياه الشرب النظيفة، لا تلقى الاهتمام الكافي من الشركاء الدوليين الذين اشبعوا المسارح تنظير في العمل الإنساني، ولا يحرك ساكنًا مع شركاء الدم والمصير الذين زادوا على الجرح جرحًا آخر.
على السياسة الخارجية ان تخلع عباءة الخجل وتقول بالصوت العالي وبالرقم والحقيقة، ماذا يعانيه الأردني جراء حروب وغزوات لم ينل منها غير التعب والارهاق ونكران الجميل، لماذا نتحمل وحدنا وكأنه قدر هذا البلد ووظيفته الرئيسية؟.