لعل فكرة وجود مجلس أمناء لكل جامعة كانت في تولدها تهدف إلى رفد الجامعة بالخبرة ورسم سياستها ووضع استراجيتها واقرار موازنتها وما إلى ذلك من الواجبات، ولكن نظرة موضوعية وواقعية إلى ما تقوم به مجالس الإمناء يؤكد على دور اعتيادي بسيط ومتلكىء ومتصادم مع الإدارة التنفيذية للجامعة ورؤيتها ورسالتها.
واذا نظرنا إلى مجالس الإمناء فسنرى في الغالب ان أعضاءها ليس لهم علاقة بالتعليم وسياسات التعليم والقضايا الأكاديمية والعملية داخل الجامعة، مما يولد خلافات مستمرة بينها وبين إدارة الجامعة ويضع العراقيل أمام العمل، مضافا إلى ذلك الأعباء المادية التي تتكلف بها الجامعات لدفع مكافآت مجالس الأمناء.
ومن هنا فإن وجود مجلس للأمناء يعد محل نظر وتمحيص ويقتضي الأمر الاستغناء عنه في ظل وجود مجلس للتعليم العالي ومجلس للجامعة ومجلس للعمداء وهم الأقدر والأجدر بإدارة الجامعة ورسم سياستها والرقابة على أدائها وبخصوص تعيين رئيس الجامعة فيمكن ان تقوم به وزارة التعليم العالي او مجلس التعليم العالي.
إن مثل هذا الإجراء سيسهل العمل وانسيابية التعليم وسيخفض التكاليف ويقضي على النزاع والخلاف وينهض بالتعليم إلى المستوى المأمول.