قسايمة يرثي والديه بكلمات مؤثرة
09-08-2022 12:50 AM
عمون - رثى الدكتور معين طه قسايمة يرثي والديه بكلمات مؤثره، بعد مرور عام على رحيلهما.
وقال قسايمة في رسالته، "رحلتم من حياتنا.. وبقيتم في قلوبنا.. إليكما نرسل الدعاء.. ونبكي عندما نتذكر أنكم رحلتم شوقا لتلك اللحظات التي لن تعود.. لم نعترض على رحيلكم.. لكن هي حاجتنا لحنانكم.. رحلتم وودعنا وجهكم الطاهر.. كنتم نعم الوالدين.. ذكراكم الطاهرة موجودة معنا.. وحولنا.. وأينما ذكرتكم.. والله لو كان البكاء سيرجعكما لي لبكيت دهرا حتى تعودا.. لكن هذا هو الموت.. كأس.. كلنا سنشرب منه يوما".
وتاليا نص الرسالة:
والدي العزيزين ..سلام عليكما..
سلام الله عليك يا أبي مقدار شوقي اليك...
سلام الله عليك يا أمي مقدار حبي اليك...
سلام الله عليك يا أبي بقدر ما أحببتنا ..
سلام الله عليك يا أمي بقدر فقدي اليك.
سلام الله عليك يا أبي بقدر ما أحببناك ..
سلام الله عليك يا أمي بقدر ما سهرت عيناك..
سلام الله عليك يا أبي بقدر ما بكيناك ..
رحلتم من حياتنا .....وبقيتم في قلوبنا ..إليكما نرسل الدعاء ...ونبكي عندما نتذكر أنكم رحلتم شوقا لتلك اللحظات التي لن تعود..لم نعترض على رحيلكم...لكن هي حاجتنا لحنانكم ...رحلتم وودعنا وجهكم الطاهر... كنتم نعم الوالدين ... ذكراكم الطاهرة موجودة معنا ...وحولنا ... وأينما ذكرتكم ..والله لو كان البكاء سيرجعكما لي لبكيت دهرا حتى تعودا...لكن هذا هو الموت ..كأس... كلنا سنشرب منه يوما ..
والدي العزيزين ..
لو عمرا فوق عمري أدعو لكما في كل ساعة وفي كل لحظة لن أوفيكما بعض حقكما .. اللهم املأ قبـورهم بالرضا والنور والفسحة والسرور وارضى عنهمايارب .. وإجعل قبورهم روضة من رياض الجنة .. يا الله يا سميع الدعاء .
والدتي العزيزة...ريحانتي... ورمز الوفاء...
ريحانتي التي أشتم عطرها كلما أمر على قبرها... ياسمينتي التي تبث عطرها كل صباح ومساء في ساحة الدار ...أزهاري ذبلت لا يرويها شيء سوى عطر حنانك...
أمي ...يا أيقونتي الخالدة في عقلي...رحلت عنا سريعاً وكأن حكاية رحيلك كانت حلماً، والوداع كان وهماً, اطمئني يا أمي نحن بموتك مصدقون، ونحن على فقدانك إن شاء الله صابرون محتسبون.
كم رسمت الابتسامة على وجهي...تبثي فينا روح الامل...هل أقول لك وداعاً يا أمي؟؟... هل يودع المرء قلبه ويظل نابضاً بالحياة... لو كان بكائي يجدي لبكيتك دهراً، وأجريت من دمعي نهراً... ولو كان الرثاء يطفئ في قلبي الجمرا أو يمنحني يوماً دونك صبراً لملأت الكون أناشيد، ومن أجلك سطرت الكلمات شعراً، وجعلت من دموعي لكلماتك حبراً.
آه كم أشتاق لحضنك الدافئ ... وكم أشتاق إلى مسحة يدك على رأسي، يا بصري وبصيرتي ونوري بالحياة.... أمي أشتاق لأسمع ضحكاتك ..لدعواتك ...لمناقشاتك... لمعاتباتك ...اشتقت لكل شيء أنتِ فيه ، أمي سامحيني إذا قصرت في حقك، سامحيني إذا انشغلت عنك، أمي يا فقيدة قلبي ... لن أنساكِ أبداً مهما أكرم الله حياتي، ولن أنسى صباحاً كنت بمدرستي ... وفي جيبي منديل قد رتبته يداك.. ولن أنسى .... ولن أنسى!!!؟؟؟.
ستمر الأيام والأسابيع والأشهر والسنين .. ولن .. ولن أنساكِ.. وسيظل في قلبي ذكراكِ باقية في قلبي وعقلي ودعائي إلى أن يحتضن جسدي الثرى بجوارك. يا من كنتِ لي كل شيء...يا شمعة البيت ويا أطيب من عرفت، أمي فقيدتي النائمة في تلك المقابر، غفر الله لكِ وأسكنك جناته.
أبي وسندي وخير من رأت عيناي ...
ما دمت حيا لست أنسى عندما أقصاك ليل القبر عن أحضاني
أبي حبيبي... أوفى وأطيب رجل رأته عيني... فعلى روحك يا أبي كل الرحمات والمغفرة من الله.
والدي الحبيب...يا من أنت أغلى من نفسي التي بين جوانحي، وأحبّ إليّ من روحي التي تسري في جسدي... غائب عنا بجسدك ... باقٍ فينا بروحك... تركت خلفك أحباب، وأناس لم ولن ينسوك...سلام عليك يا أبي طبت حياً وميتاً... يا من كنت أجد عنده سعة الصدر، ولين الجانب، تغمرني بحنانك، تزرعني في حدائق قلبك ...تحرسني بعيونك، وتحميني من نوائب الدهر وأوجاعه... إليك يا أغلى الناس ... هذه كلمات أكتبها إليك بمداد قلبي، وأبعثها إليك مع عبير الورد وأريج الفل والياسمين، يا قمراً أضاء ظلام عقلي، وأضاء لي طريقي في الحياة...
والدي الحبيب...
لن يضيع ما علّمته لي وغرستهُ في نفسي، وسأظل دوماً ابنك الذي تفخر به ولن أخيّب ظنك بي...وانا على الوعد والعهد الذي قطعته أمامك..
اشتقت لأب لن يرجع أبداً، ولن يأتي مثله أحداً، أشتقت لأب كان بالنسبة لي هو الحب، والصداقة، والعلم، والكبرياء، والتسامح، والحنان، والدلال، والجمال، والسعادة، والأمان...
وماذا بعد؟؟...
والدي العزيزين ... أبي و أمي....
أفتخر بكما في قبوركم كما في دنياكم ....أرفع رأسي أني ابن ذلك الرجل الطيب وتلك المرأة الطيبة .... لا أتردد في الحديث عنكم أينما جلست... لاني اعرف أن ذكراكم تزيدني شرف وكبرياء... يشهد لكما القاصي والداني بالخير والصلاح ...
والدي العزيزين....أدعو لكما ..كما يدعو المحبون ...
اللهم عن كل قطرة عرق نزلت من والدي سعياً لرزقنا فأرفع بها درجتهما في الجنة وحرم عليهما حر الأخرة يا كريم وأسقهما شرب الهناء من يد نبيك وحبيبك.
اللهم اغفر لأبي وأمي، وارحمهما واعف عنهما، وأكرم نزلهما، ووسع مدخلهما، واغسلهما بالماء، والثلج، والبرد، ونقهما من خطاياهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم ادخل أبى وأمي جنتك وأكرمهم بجنات النعيم. اللهم أبدلهم داراً خيراً من دارهما، وأهلاً خيراً من أهلهما، وأدخلهما الجنة بغير حساب، ولا عذاب برحمة من عندك يا الله، وأجرهم من عذاب النار، وعذاب القبر.
اللهم أني أسألك يا أرحم الراحمين أن يكون أبي وأمي ممن بشروا عند الموت بروح وريحان ورب راض عنهم غير غضبان. ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.