عندما تتقي الله وترجو رضاه, عندما تخشى عذاب الله وتسأله المغفرة وحسن الجزاء, فانت بالضرورة خامة إنسان سوي يصلح لأن يمارس الفضيلة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى كل صعيد في هذه الحياة الدنيا !.
عندما يكون في اعماق اعماقك ضميرحي ينبض سلبا أمام الرذيلة, وايجابا في رحاب الطهر والفضيلة, وعندما تكون شهما على خلق حسن, وكريما ذا فرع طيب, وامينا مخلصا ذا مخبر نبيل, ومنصفا وفيا لاناكرا للجميل, وعندما تكون رجلا صاحب موقف وكلمة, عندما لا يتغير خلقك بتغير موضع قدميك, وعندما يكون رأسك مطلوب للتافهين والماكرين والساقطين والفاشلين وطلاب المغانم والمكاسب والحظوة...,عندما تكون كل هذا وغيره كثير على شاكلته المحترمه, فتيقن أنك انسان محترم مهما واجهت من ظلم وافتراء وكذب, وهذا بحد ذاته يكفي لأن تكون مواطنا محترما واردنيا محترما كذلك!.
هذا زمن صعب ليس لان ادواته وظروفه تبدلت ابدا, وانما لأن نفوس الناس فيه تحورت وتطورت وصارت اضعف من أن تقاوم بريق الحياة , ولذا فقد صار الطبيعي إستثناء,والاستثناء طبيعيا, وتغيرت الاولويات والاهتمامات, وساد التقليد على حساب الاصل, وباتت الدنيا بأسرها في نفوس ساكنيها.. نوعا جديد من الدنيا ,وهذا يتطلب بالضرورة سلوكيات جديدة وعادات جديدة ونوعا من "اخلاق" جديدة ربما!, والا فان المخالفين المتشبثين بما مضى وبما يسمونه الاصول والتقاليد القديمة, مرغمون على مواجهة الصعوبات والعقبات ولا نقول النكبات!, ولاحول ولاقوة الا بالله.
نعم ...هذا زمن صعب العاقبة فيه لمن إتقى ولمن صدق وأوفى ومارس النبل والعرفان والخلق القويم, برغم ما يواجه من تنكر وظلم وافتراء وعنت وادعاء, والخزي فيه بالضرورة لمن كان غير ذلك, فالايام قطعا دول, وكرامة الانسان وشرافة الابدان وعفة اللسان وفي كل زمان ومكان,هي دون سواها سبيلنا وسبيل غيرنا ومن حولنا الى حياة اكرم واشرف واعف لنا ولسائر اهلنا ولاوطاننا كافة, والله من وراء القصد.
She_abubakar@yahoo.com
شحاده ابو بقر
ملاحظة : مرفق ملف صورة