«زهير بن أبي سُلمى»
كانَ وَهْماً كُلُّ الذي مَرَّ من عُمْري
وكلُّ السّنينَ، كانت خِداعا
لم أَجِدْني يوماً معي، في مكانٍ
فكأنّا ضِدّانِ.. نَأْبى اجتماعا
كَمْ تمنّيتُ أنْ أراني.. ولكنْ
لَمْ أكنْ مُمْكِناً.. ولا مُسْتَطاعا!
فَعُيوني ليست عيوني.. ووجهي
ألبسوهُ على القناعِ، قِناعا
وفؤادي ... لا نَبْضَ فيه.. وما كانَ
فؤادي -إلاّ عليَّ- شُجاعا!
حينَ يشتاقُ، كان يَفْتَعِلُ النَّارَ
افتعالاً.. ويَدّعي الالْتياعا!!
فيهِ ثلجُ الدُّنيا.. وكُلُّ صقيع
الأرضِ.. مِنْهُ.. والجَمْرُ كَانَ اختراعا!
وتَحَمَّلتُني: عذاباً طويلاً
وجُنوناً.. وخَيْبةً.. وضَياعا!
وانْكِساراً على انكسارٍ.. وقَهْراً
فوق قَهْرٍ.. ولم أَزَل أَتداعى !
ثُمَّ ماذا؟! أَبَعْدَ مليونِ موتٍ
يُسْأَلُ الَمرْءُ: فيمَ يطوي الشِّراعا!؟
*»مهداة إلى الأصَدقاء جميعاً.. أَو من أظنُّهم كذلك!! وأَحسِبُ أَنّهم ذَهبوا، وبقيتُ، مثلَ السّيفِ، فَرْدا !!
(الدستور)