وزارة التربية ومصفوفة التشكيلات القادمة
فيصل تايه
07-08-2022 12:35 AM
من يتابع القرارات والاجراءات التي تسعى وزارة التربية والتعليم لاتخاذها هذه الايام ، يعي تماما انها تأتي انطالقـا مـن تحليـل متكامـل للبيئتيـن الداخليـة والخارجيـة لواقع الوزارة الحالي ، وبجهود مكثفة تبذل وتستمر حتى ساعات متاخرة من كل يوم لدراسة الظروف والمؤثرات وفحص الاحتمالات بما يصل إلى تقدير سليم للمواقف ، من أجل تحديـد عناصـر القـوة وفـرص التحسـين المتعلقـة فـي المجالات التي تحكــم مفاصل العمل ، وانطلاقاً من قراءات واقعية لتجربة الوزارة السابقة ، ما يشكل قاعدة أساسية للتطوير والتحديث ، حيث يكون عليه خطابها وسلوكها ونهجها ، وبما ينسجم مع متطلبات المرحلة القادمة ، حيث تبدو أهمية تطوير سياسات إدارة الموارد البشرية ، في إشارات واضحة إلى نهج جديد يجتاح جسم الكيان التربوي لتتشكل حالة صحية سليمة إذا ما أتت أكلها ، لبّت طموحات وآمال المجتمع التربوي الأردني .
ان ما يدور في عقلية صانع القرار في وزارة التربية والتعليم اختيار القيادات التربوية في الميدان والمركز ، قيادات مؤمنة وواعية لدورها ، وتمتلك الرؤية والعزيمة والمهارات القيادية والتخصصية ، قيادات تمتلك المعارف والاتجاهات الفاعلة التي تلبي كل الطموحات ، مقتنعة بأهمية النهوض بالعمل ، وبقدرتها على خلق واقع تفاعلي جديد ، ينطلق من قاعدة العمل التي تتطلبها طبيعة المرحلة بكل تحدياتها ، بالاستناد الى اساليب الادارة الاستراتيجية ، وفقاً لأفضل الممارسات ، وصولا الى الاهداف والغايات ، خاصة ونحن بانتظار اصدار قائمة التقاعدات والتشكيلات وتعبئة الشواغر الادارية للمواقع القيادية ، التي ستقود العمل التربوي ، من أجل الدخول في عام دراسي جديد بكل همة ومسؤولية .
ان النهج الذي تسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقة في اختيار الوظائف الادارية يقوم على ادارة وتخطيط الموارد البشرية باستثمار الخبرات والقدرات والمهارات ووضعها في إطار إنتاجيتها الوطنية المناسبة ، وبتوجيهات معالي الوزير التي هي ترجمة للرؤى الملكية السامية في الاستثمار الأمثل للموارد البشرية ، وبشكل قادر على التفاعل مع كافة أركان المجتمع التربوي الأردني ، في إطار المعايير المهنية الوطنية التخصصية ، ووفقاً للخبرات والقدرات واحتياجات الميدان الحقيقية ، وبما يتناسب مع اطر الكفايات الجديد الذي يتضمن الكفايات الوظيفية والتربوية العامة ، والكفايات المعرفية والمهنية التخصصية ، ما يشكل عمليه تكاملية تقود الى العداله والمهنية والعمل الجاد .
وفي هذا السياق فإن وزارة التربية والتعليم ملتزمة في خططها وبرامجها بتنفيذ محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ، باعتبارها خطة اصلاح شاملة للموارد البشرية ، وبما تتضمنه من معان اصلاحية عميقة ، لذلك فان الوزارة تسعى باستمرار الى ترجمة الارادة الوطنية لمواجهة التحدي المتعلق بتنمية الموارد البشرية ، خاصة وان عراب هذه الاستراتيجية هو معالي الدكتور وجيه عويس ، فالخطوات الجادة التي يتخذها معاليه بحماسة في هذا الصدد هي خطوات حكيمة ، تدفع الى انتهاج سياسة تربوية اصلاحية شاملة ، ضمن مصفوفة مرجعية ترسم طريق المستقبل ، حيث يدعو باستمرار الى مزيد من الانجازات المتعلقة بكافة محاور الاستراتيجية الخاصة بقطاع التعليم ، كما ويدعو الى حوارات معمقة والى المكاشفة بلغة خطاب مفهومة وقريبة من الواقع ، باعتبار ان مؤسسة التربية والتعليم أول المؤسسات السيادية في قائمة الوطن وهي بوابة الأمن والتغيير الاجتماعي ، حيث تنظر للعاملين كفرصة وثروة وطنية ثمينة يجب العناية بها والاستثمار في خبراتها لتكون الحامل النوعي للعمل والاستثمار والإنتاجية .
اننا الآن مقبلون على منحى يحتاج الى استشراف المستقبل ، والدفع باتجاه مسيرة تربوية تحمل الخير والطمأنينة ، فمسيرتنا بحاجة إلى إرادة صلبة وعزيمة قوية ، وتواصلاً عملياً مع الجهود البناءة للخيرين من أبناء هذا التكوين الاشم ، من أجل حسن العطاء والمثابرة على تحقيق الانجازات ، ومباركة ومساندة ابناء الوطن لما هو آت ، بما يعزز الحس الوطني الصادق ، متمسكين بثوابتنا الوطنية الراسخة ، فمؤسسة التربية والتعليم بحاجة ماسة للتزود بالكفاءات البشرية الميدانية والقيادات الكفؤة التي تساعدها على تحقيق الجودة في الأداء والمخرجات ، عبر تجنيد الإمكانيات للنهوض بالتربية والتعليم ، حتى تبقى الأجيال متوهّجة العقل والتفكير والضمير ، سليمة القيم والسلوك والتعايش ، لذلك فنحن بحاجة الى تحسين مدخلات ومخرجات نظامنا التعليمي ، مع تنامي وتيرة التفاعل الإيجابي مع دعوات الإصلاح المنهجي والمؤسسي للتربية والتعليم .
وأخيراً ، فاننا نعي تماما ان تطلعات الوزارة التطويرية التجديدية والتي يتبناها وزير التربية وقيادات وكوادر الوزارة في الميدان والمركز تتجه نحو تبنى مفهوم جديد يتجاوز التراكمَ إلى الفاعلية ، والاستيعابَ إلى الإبداع والإخصاب ، ويسمح بقيام علاقة ايجابية تفاعلية بقدر الإنجاز ، سعياً الى التحرر من التخوفات وممارسة الإبداع الوظيفي ، ولن يتحقق ذلك إلا بقوة نظامنا الاداري الذي نحتاج ، والذي يجب أن يشكل وسيلة ضرورية للتأثير الفعّال ، لتسود علاقاتُ التفاعل الإيجابي بين كافة الفاعلين التربويين ، وبذلك يمكن تبنّي نهج إبداعي يعتمد كبؤرة مركزية للعمل ، لأنه السبيل الوحيد لتحرير الطاقات ، وإكساب المزيد من الاهتمام برسالة الأمة في الوحدة والحرية والحياة الفضلى.