بني ارشيد يستذكر مقالا لفهد الفانك عن سقوط اسرائيل
06-08-2022 07:13 PM
عمون - استذكر القيادي في الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد، مقالا للكاتب المرحوم فهد الفانك نشر بتاريخ 05/08/ 2014 في يومية الرأي بعنوان "سقوط إسرائيل المفاجئ".
وقال بني ارشيد معلقا، "مقال معبر وكأنه يكتب بواقع اليوم وقراءة المستقبل"
وتاليا مقال الفانك:
( سقوط إسرائيل المفاجئ )
نعرف أن إسرائيل دولة قوية عسكرياً ، وأن أميركا تعهدت بضمان أن تكون وتظل أقوى من جميع الدول العربية منفردة ومجتمعة ، بل كادت خرافة الجيش الذي لا يقهر تعتبر صفة مقبولة تمامأً مثل خرافة أن إسرائيل هي الواحة الوحيدة للديمقراطية في الشرق الاوسط.
لكن إسرائيل التي هزمت ثلاث أو أربع دول عربية في ستة أيام تفشل اليوم في إلحاق هزيمة بالمقاومة في غزة خلال ما يقارب الشهر ، وتخسر في المعركة عشرات الضباط والجنود أكثر مما خسرت في حروبها السابقة.
إذا كانت إسرائيل لا تستطيع أن تهزم قطاع غزة ، وأن تحمي نفسها من الصواريخ البدائية ، فكيف تستطيع أن تواجه جبهة عربية ، وماذا بقي من حدود قابلة للدفاع عنها بعد أن وصلت صواريخ حماس وحزب الله إلى جميع المدن الإسرائيلية.
ما حدث في غزة هو سقوط هيبة إسرائيل وانهيار الهالة الكاذبة التي أحاطت بها نفسها وجيشها ، فماذا يكون حالها لو واجهت سيلاً من الصواريخ الحديثة التي تستطيع أن تتزود بها الدول العربية المحيطة بإسرائيل.
حماس لم تفاجئ إسرائيل فقط بل فاجأت العالم بصمودها وقدرتها على الرد وإيقاع خسائر موجعه بالجيش الذي لا يقهر ، ومن حقها هذه المرة أن تعلن بعد انتهاء العدوان أنها انتصرت ، فقد انتصرت فعلاً على ارض الواقع وليس في وسائل الإعلام مثل معظم الانتصارات العربية السابقة.
إسرائيل مهيأة لمواجهة جيوش نظامية في حرب تقليدية ولكنها ليست مهيأة لمواجهة تنظيمات مسلحة تمتلك إرادة المقاومة والصمود ، وأن تدفـّع المعتدي ثمنأً باهظاً لعدوانه.
الأمة العربية لم تقدم شيئاً يذكر لمساعدة حماس في دحر العدوان ، وهذا تقصير مفهوم لم يفاجئ أحداً ، فليست هناك دولة عربية مهيأة للدخول في حرب نظامية مع إسرائيل ، القوة الوحيدة القادرة على فتح جبهة شمالية على إسرائيل وإطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية هي حزب الله ، الذي يبدو أنه ليس راغباً في القيام بهذه المهمة فهو مدخر لفتح جبهة ضد إسرائيل فيما إذا اعتدت على المرافق الذرية في إيران ، ومن هنا اكتفى حزب الله بخطاب ناري من السيد حسن نصر الله ، القاه بصوت متهدج ولكنه لم يحرك ساكناً.
(الرأي)
د. فهد الفانك