هل في المدرسة انتهاكات لحقوق الأطفال؟
د. ذوقان عبيدات
06-08-2022 11:28 AM
يرفض بعض أصحاب اتجاهات محافظة الاعتراف بأن بيئات حاضنة للطفل تتم فيها انتهاكات يومية لحقوق من فيها: صغارًا وكبارًا، ففي مؤسسات العمل انتهاكات وكذلك في الأسرة والمدرسة، وهما المؤسستان الأكثر حنوًّا ورعاية للأطفال تمتلئان بالانتهاكات، فضعف البيئة المادية وفقرها هو انتهاك لحقوق الأطفال، وزيادة حجم الصف وكذلك الأسرة قد يقود لانتهاكات مثل نقص الرعاية ونقص مقوماتها وأدواتها وفرصها!
إذن على الرغم من أن المدرسة والدراسة تحتضن الأطفال وقتًا طويلًا، وعلى الرغم من النوايا الطيبة للمعلمين فإن الأطفال يتعرضون لانتهاكات مستمرة وربما بالاتفاق مع الآباء! ألم يتقاسم المعلمون والآباء لحم الطفل وعظمه؟ هل نسينا المعادلة غير الذهبية: "إلك اللحم إلنا العظم؟ إذًا! فإن أغلى اثنين وأعلى مؤسستين تتقاسمان لحم الطفل وعظمه!
وكذا تتوالى الانتهاكات التربوية وأذكر منها:
- التنمر بين الأطفال وعليهم، وهو من أكثر الانتهاكات شيوعًا، مصحوبًا بالشللية والعصابات والفتوة و"البويات" والاسترجال وغيره.
- المهددات الناتجة عن المناهج الطويلة والمملة وغير المرتبطة بحياة الطلبة، والواجبات العقابية وتهديدات النجاح والترسيب والعقوبات البدنية والنفسية وغيرها هي انتهاكات!
وصراخ المعلمين في وجه الطلاب.. انتهاك
- ضعف أداء المعلم والمدرسة وضعف قدرتها على إيجاد أنواع من العدالة وتكافوء الفرص، وضعف القدرة على تنويع استراتيجيات التدريس، كل ذلك انتهاكات خطيرة لحقوق الطلبة.
- عدم توافر المدارس القريبة واضطرار الأطفال للمشي في شوارع مزدحمة خطرة، وعدم وجود المدارس المتخصصة أو المناسبة لميول الأطفال، مثل مدارس مهنية كالفندقية والسياحية قريبًا من سكن الطفل مع إجباره على الالتحاق بالتخصص القريب المتاح، هو من انتهاكات حقوق الطلبة.
- وأخيرًا، التعامل مع الطفل كطالب لا كإنسان هو إنكار لحق الطفل في الاستمتاع بوقته كإنسان، فالمطلوب "أنسنة" المدرسة بدلًا من "مدرسة أو"درسنة" المنزل. فمن حق الطفل أن يعيش إنسانيته في أثناء فترة الطفولة!
إن وجود هذه الانتهاكات لا تعني أن المدرسة بيئة معادية، بل إن الصديق غير المؤهل: أسرة أو مدرسة يحتاج تأهيلًا ويحتاج ضبطًا بقوانين!
هذه انتهاكات سائدة، وعلاجها لا علاقة له بالمثلية وانحلال الأسرة وفرض الثقافة العربية وكأن ثقافتنا: احرم امنع اضرب هدّد
كشّر عاقب ما استطعت إليه سبيلا.