جميلة هي الحكومة بعدم إلغائها لوزارة الثقافة في مشروعها الغريب للإصلاح الإداري! فالثقافة هي الهوية ونمط السلوك، هي المشاعر والعواطف والعقل والتفكير.
لا أدري عن خطط وزارة الثقافة منذ تم إنشاؤها إلى اليوم؟ ماذا حققت وماذا أنجزت؟ وهل منحنانا الثقافي في طريق إيجابي أم لا؟ هل دور الوزارة فقط المعارض والمهرجانات وطباعة المنشورات؟.
أعتقد أن الأمر يجب أن يكون أعمق من ذلك بكثير.
خطط الوزارة يجب أن تنبع من معرفة دقيقة بالحال الثقافي في مجتمعنا سلبا "وايجابا".
كل مجتمع فيه إيجابيات وسلبيات لكن لا بد من رصد المسؤول لحركة الثقافة في الاتجاهين ليقدم الإيجابيات ويقلل من السلبيات.
لم أسمع يوما" أن الوزارة تصدت لحالات الانتحار وحالات الطلاق وحالات التفكك الأسري . هل انتشار المخدرات والسرقات لا علاقة له بالثقافة ؟ هل وجود الفساد المالي والإداري لا علاقة له بالثقافة ؟ هل القرارات الإدارية للحكومة لا علاقة لها بالثقافة ؟ هل المستوى الأخلاقي من جمع وجشع تاجر لا علاقة له بالثقافة ؟ هل تبغدد مسؤول بسيارة فخمة على حساب الناس له علاقة بالثقافة ؟ هل تعيينات الحبايب والشلل لا علاقة له بالثقافة ؟ هل تجعيير الدراجات النارية وبعض السيارات في شوارعنا لا علاقة له بالثقافة ؟ هل بيع شيخ عشيرة لجماعته مقابل شيك لا علاقة له بالثقافة ؟ هل بيع استاذ جامعي أسئلة الامتحانات الطلاب بعيد عن الثقافة ؟ هل الرشوة ثقافة ؟ هل بيع البضاعة الفاسدة ثقافة ؟ هل وجود الحاجبين والفتاحين والدجالين ثقافة ؟
هل السباب من تحت الزنار في قارعة الطريق ثقافة ؟ الثقافة تشمل كل شيء وعلى الوزارة أن توسع بيكارها لترسم لنا المشهد الثقافي الحضاري المنشود .