طلبت المصعد ليقلّني من التسوية الثانية الى الطابق الأول في المبنى الذي أعمل به، والمستثمر من قِبل صناديق التقاعد المهنية منذ عام ١٩٨٥، حيث توقف المصعد بعد دخولي إليه عند الطابق الأرضي لكن من غير وجود ركاب، ولم يبرح أن يغلق بابه إلا بذلك الشاب يأتي مسرعًا ويضغط على كبسة المصعد ليفتح بابه له مجددًا وفي اللحظات الأخيرة، الأمر الذي دفعني بتوجيه هذه الجملة له قائلا: "ما شاء الله عليك شباب ونشاط"!.
وأجابني: "لا والله متأخر ١١ دقيقة عن دوامي"!.
وكانت تشير الساعة آنذاك الى ٨:١١ صباحًا، وأكمل أنه في هذه الأثناء يفكر في خلق سبب مقنع لإدارته من أجل قبوله نتيجة لهذا التأخر!
احترام الوقت مهم وضروري، وأنا شخصيًا أبني انطباعي على أي شخص أعرفه سواء على الصعيد العملي او الشخصي بناء على درجة التزامه بالوقت حيث أنه معيار أساسي في احترام الغير وأوقاتهم عند الحضور في الموعد المقرر أو حتى قبل ذلك.
ومن جانب آخر أرى أن التعسف في إدارة شؤون الموظفين وبالأخص مواعيد حضورهم الى الدوام غير مبرر ، حيث يفترض أيضًا أن يكون الموظف مُطالبًا بمعيار اسمه (الانجاز) خلال أوقات الدوام وليس الالتزام بموعد الحضور والمغادرة فقط، مع العلم ان الالتزام بالوقت مهم كما ذكرت سابقا إلا أن بعض الظروف قد تمنع الموظفين من الحضور في الوقت المناسب.
إدارة الموارد البشرية بحر واسع فيه جزء متواضع يختص في شؤون الموظفين، ولا بد من مراعاة جميع الظروف النفسية والثقافية والاجتماعية للموظفين ليكونوا قادرين على العطاء والانجاز وتحقيق الهدف المرجو من تعيينهم بتحقيق وتعظيم الفوائد التي تعود بالنفع على الشركة وخدماتها وربحيتها وسمعتها.
الدوام المرن يعتبر من أحد الحلول في إدارة ملف تأخر الموظفين عن دوامهم مع الأخذ بعين الاعتبار تكرار الحالات والظروف الخاصة لبعضهم، ويبقى الأهم دوما مقدار العطاء والانجاز كمقياس في التقييم والترقية بعد ذلك، الترقية بناء على الانجاز بالاضافة الى بعض المهارات الفنية والادارية اللازمة لذلك والتي تأتي من خلال الممارسة لا من خلال عامل الوقت والحضور والغياب بعيدا عن أدوات التقييم والعقاب والثواب بناء على العمل والانجاز.
الصدق والثقة والوفاء والانتماء والإخلاص تعتبر من الأساسيات المهمة في استدامة الأعمال واستقرار موظفيها، وتوفير مظلة تحفز على الريادة والابتكار في أجواء نقية عمادها العدل والمساواة .