العشائر الأردنيّة وعاداتها وتقاليدها القديمة كانت كلما إستعصى عليها أمراً أوكلته لكبار القوم الحقيقيين أصحاب الحكمة والكلمة والموقف.
فكانت مجريات القضايا تنتقل من حالة العصيان والعصبيّة للإجماع على الحل، وفتح صفحات الصّفح والتّعامل وعودة الحياة لطبيعتها، كلّ ذلك للمحافظة على المجتمع والأفراد وأصولهم ومنابتهم.
بدأنا هذا المقال بإحدى العادات العربيّة الأردنيّة القديمة والحاضرة، لأنّها أثبتت نجاعتها وما زالت إلى هذا الوقت يؤخذ بجديّتها لإيجاد مظلّة الصّلح وإنهاء القضايا، ولكن عندما يتعلّق الأمر بوطن بحجم الأردنّ كيف يتم التّصرف مع قضيته وأهله، الذين يؤمنون بتراب هذا الوطن وأهميّة الدّفاع عنه، ويتسلّحون بقيادتهم الهاشميّة المظفّرة ومليكهم الإنسان.
لماذا نكتب لجلالة الملك:
سيّد البلد جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحُسين، دائم الإنصاف للشعب الأردنيّ والمجتمع والشّباب والمرأة، الذي يقدّم الرّؤى الملكيّة بإستمرار حتّى يستفيد منها الوطن والمواطن، فنتناقل ونحمل فكره بمحمل الإصلاح والمبدأ السّليم والمنهج السّوي، وغالبيّة الكُتّاب يستخدمون كلام جلالته لتضمين المقالات والمُقابلات بالصّبغة الرّسميّة لإيضاح المطلوب وتحديد وجهة مركب الوطن، الذي يريد الإنتقال لغدٍ مشرق مع أهميّة العمل الإصلاحيّ الجاد والتغيير السّياسيّ والإقتصاديّ المطلوب.
قبل قرابة الأربع سنوات، حضر جلالة الملك بحواريّة مع عدد من طلاب كليّة الحسين بن عبدالله الثّاني للدراسات الدّوليّة، وإستهل جلالته الحديث عن الأردن وضرورة الشّفافيّة في الطّرح وتحدّث بجديّة عن المسؤولين، حينما قال إذا وجدنا وزير ما بيعمل "بنروحه".
وقدّم وقتها سلاحاً لكلّ من يريد بالأردنّ خيراً وكانت مقولته الأكثر سلاماً على قلوب الأردنيين "انتوا اضغطوا من تحت وأنا بضغط من فوق" هذه المقولة التي كانت تبحث عن المجتمع الوطني الجّريء الذي يقف بظهر وطنه ولا يسمح للعبث به للحفاظ على منظومة الوطن ومؤسساته من الإنهدام.
ربما لم يستغل الأردنيين حينها المعنى الواضح لهذه الرّسالة، واكتفوا لإستخدامها لتضمين رسائلهم وكتاباتهم، ولكن يبقى توقيت التّطبيق دائماً بحاجة التحرّك الكامل وإتضاح فكرة الإنطلاق.
سيّدي جلالة الملك، أنت الأب الحاني والملك المُخلص، والمُلهم لشعبك، وإرادتهم وقوّتهم في الموقف والكلمة.
أهميّة التّوقيت:
مع دخول الأردنّ المئويّة الثّانية قال جلالة الملك في رسالته لرئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسيّة "نريد ان يكون أول ما يسجله تاريخنا الوطنيّ انها بدأت بجهد وطنيّ مخلص وحثيث نحو المزيد من التّطور والتقدّم"
بتطلّع من جلالته إلى تحقيق الإنجازات الوطنيّة، وبهذا مسؤوليّة تاريخيّة على جميع الأركان داخل الوطن بمرحلة مفصليّة وحديثة، وبسحابة من التّغيير والإصلاح والبناء.
وتولّى جلالته في الفترة القريبة السّابقة، عدّة محاور منها تحديثات سياسيّة وأخرى إقتصاديّة من شأنها تحسين الحالة الفرديّة والمجتمعيّة والوطنيّة، وإستلمت الحكومة الأردنيّة هذه الوصايات للعمل بها وثمّة أمور رافقت ذلك من قبل الحكومة من قرارات قريبة وبعيدة من الأهداف المرجوّة وآخرها برنامجها التنفيذي لتحديث القطاع العام، وإلغاء بعض الوزارات، برسالة من الحكومة ضرورة المواءمة بين المخرجات مع الحاجة لهذه المخرجات.
الضّرورة والرّسالة:
جاءت فكرة تولّي هذه الحكومة لمهمتها بظروف صعبة مع أزمة كورونا، وإستبشر الأردنيين خيراً بهذه الحكومة، وصلنا الآن إلى وقت نتخلّى فيه عن أهميّة بناء المشروع، وضرورة تحقيق الأمن الغذائي، وحل مشكلات الفقر والبطالة، إلى أهميّة إيصال رسائلنا الحقيقيّة "ماذا تفعل الحكومة بنا" ننتقل من ضير فقر العيش والحاجة، لنذود الأذى عن كرامتنا، بقرارات أبسط ما نصفها بالغير مدروسة، وتزيد الحمل على كاهل الأردنيين، ولا يختلف أبناء الوطن على ذلك، لأنّه حقيقة وقد أرادوا بنا سوءاً، ومن يشاهد الشّعب عن كثب، يعلم ردّة فعله إزاء القرارات والتّعديلات التي تصدرها الحكومة، والتي تستهدف المواطن ولقمته، والتنشئة الإجتماعيّة بقوانين الطّفل والمرأة، والأسواق، والجّامعات، والمساجد وغير ذلك داخل حدود الوطن!
إليكم سيّدي حالة الوطن في سطور، كادت أن تكتب مرتين وتحذف مرّة، لكننا نؤمن بقيادتكم وتوجيهاتكم وحكمتكم في نقل الأردن لمكانه الذي يستحق.
فإن المشاريع الوطنيّة تحتاج لحكومات أقدر على تفعيل الرُؤى وتذليل الصّعوبات، وهذا يبدأ من أبناء الوطن الغيورين منهم، ممن يمتلكون المعرفة والقوّة في الميادين.
لينعم الأردن بخيراته وتدوم فكرة كباره.
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.