هناك مثل روسي يقول "دايماً اوّل 100 سنة تعب" وبعدها الواحد ليرتاح
وانا أجلس على الرّصيف كل مساء، تخطر ببالي أفكار عجيبة، خاصة مع "قرقرة" الارجيلة.
اصدقائي أصحاب المحال في "الجبيهة".. يقولون: "الناس بتفيع بعد الساعة 7 مساء، مع بداية انخفاض درجات الحرارة.. ويتحوّل الشارع المقابل وباقي شوارع عمّان إلى شلاّل من السيّاراة المتدفّقة بلا توقف باستثناء بعض السائقين غير المتهوّرين".
امّا الآخرون، وما أدراك ما "الآخرون".. فتجدهم يملكون الفضاء بصراخهم وصيحاتهم مع مصاحبة "الزومير" التي لا تتوقف رغم الإشارات المرورية ذات اللون "الاحمر".
وعادة ما انظر إلى "المشهَد" غير الجميل بالطبع واتساءل "وبراءة الاطفال في عينيّ: اين يذهب كل هؤلاء في ساعات المساء والى ما بعد منتصف الليل؟ فلا وظائف تنتظرهم ولا واجبات يريدون إنجازها"..
نفس السيارات ونفس السائقين، رجال ونساء، يروحون ويجيئون ويتشاجرون ويتعاملون على "صفّة سيارة".. وأكيد اعرفهم لكثرة ما رأيتهم.
الا يوجد لهؤلاء عائلات وأبناء و"بيوت " يأوون اليها؟
ومتى تنتهي فترة "اللهاث" وراء لقمة الخبز كما يقولون؟
البنزين ارتفع سعره.. ومع ذلك الناس لا يتوقفون عن الجري بسياراتهم.. ويشكون من ارتفاع "البنزين".
السلع طارت اسعارها، وأتحدى وجود سلعة لم تطلها الارتفاعات
ومع ذلك .. تجري الكائنات "جري الوحوش"..
وبين ألف سنة والاخرى، تطرق رأسي فكرة متى يرتاح "البني ادم"؟
ومنذ قديم الزمان وهم يقولون لنا:
* "رح ترتاح بس .. تكبر
* رح ترتاح بعد .. التوجيهي
* رح ترتاح بعد .. الجامعة
* رح ترتاح بس.. تشتغل
* رح ترتاح بس.. تتزوج
* رح ترتاح بس.. تجيب اولاد
* رح ترتاح بس.. يكبروا اولادك
* رح ترتاح بس.. يشتغلوا اولادك.. ويتزوجوا
رح ترتاح بس..
للفقيد الرحمة!!