بخطوة لم تحمل مظاهر رسمية ولم يتخلل اجواءها حمايات سيادية حطت طائرة بيلوسي لتايبيه مخالفة بذلك لما اتفق عليه في لقاء القمة الذي جمع بايدن - بينغ قبل عدة ايام من الزيارة والتي كان من نتائجها ارجاء زيارة بيلوسي لتايبيه الا ان الكونغرس الامريكي بجناحيه الديموقراطي والجمهوري اصر على تنفيذها اضافة إلى قرار صادر عن مركزية الحزب الديموقراطي أكد على اهمية وصول بيلوسي لتايبيبه.
وهو ما جعل من الشكل العام للزيارة قضية ضرورية لبيلوسي حفاظا على هيبتها في الكابيتول وعلى مكانتها في الحزب الديموقراطي كما جعل من الزيارة تحمل طابعا شخصيا أكثر من كونها تأخذ طابعا رسميا وذلك بعد انسحاب فريق البيت الأبيض وفريق البنتاغون من الوفد المرافق لرئيسة الكونجرس وزعيمة الحزب الديموقراطي لتدخل طائرة بيلوسي الاجواء التايوانية في الحادي عشر مساء دون حماية سيادية وتغادر مع السابعة صباحا ووفقا للفترة الزمنية المتفق عليها.
لكن في المحصلة نفذت بيلوسي قرار الكونجرس وهبطت طيارتها التي تحمل رمزية الكونجرس للاراضي التايوانية واطلقت تغريدة مريبة عند وصولها عندما اعتبرت فيها (أن تايوان جزء من الاقليم الهندي وليست خاضعة للاقليم الصيني) وهي الرسالة التي قد تجعل من نظام الضوابط والموازين المعمول من 25 سنة مهدد بالتغيير والممر الآمن الوسطي بين تايوان والصين مهدد بالاختراق مع تصاعد المناورات العسكرية في الخاصرة الشمالية الغربية لتايوان من قبل القوات الصينية وتنامي التواجد الامريكي في الجهة الشرقية الجنوبية من الجزيرة التايونية.
زيارة بيلوسي لتايوان وان كان قد اتفق على تفصيلاتها الا انها ارسلت رسالة واضحة للصين بضرورة وقف كل عناوين التدخل في باكستان ووقف مناخات التغلغل في افغانستان بعد عمليات المصالحة التي ترعاها باكستان بدعم من الصين بين الباشتون وطالبان وعرب القاعدة وهي الرسالة التي حملها "اغتيال زعيم القاعدة الظواهري" وهي الحادثة التي جاءت مرافقة لزيارة بيلوسي لتايوان.
فان تمدد الصين في باكستان عبر الجسر البري الواصل بينهما والذي اصبح يشكل شريان حقيقي رابط للعلاقات الصينية الباكستانية يجب ان لا يعطى هذا الجسر الاقتصادي الحق السياسي للصين للقيام بتغيير نظام الضوابط والموازين في ذلك الاقليم من خلال قيام الصين ببسط نفوذها بافغانستان لتعئبة الفراغ الذي جاء نتيجة انسحاب القوات الامريكية من الكابول.
وهو الاقليم الذي ما زال يشهد حالة اضطراب في باكستان بعد موقف الرئيس الباكستاني السابق عمران خان وانحيازه للصين ومحاولة تأثير المخابرات الباكستانية في المشهد السياسي الافغاني لصالح إعادة ترتيب الاجواء في كابول لتكون في خدمة مشروع طريق الحرير الصيني بعد انحياز الولايات المتحدة للهند وقيامها بتعميد دورها خلفا للصين في المركز الاقتصادي وخلفا لباكستان في الجانب الامني وهو ما جعل من باكستان والصين وافغاتستان يقفون على ارضية عمل مشتركة مناوئة لتعميد الهند في المنطقة وهي الاشارة التي حملتها تغريدة بيلوسي في الزيارة عندما اعتبرت تايوان جزء من الفضاء الهندي وليست جزء من الاقليم الصيني.