يغضب قراء عرب فيبرقون لاعنين اياي لاني هاجمت في مقالة الجمعة "ياسر الحبيب" الشيعي الكويتي الهارب الى لندن الباردة والكئيبة ايضاً.
الحبيب اتهم امهات المؤمنين ، عائشة وحفصة ، بتسميم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعد ان مس عرض زوجة الرسول ، وطعن فيه بطعنات الزنا ، وصل الى الدرجة التي اتهم فيها ابا بكر وعمر بأنهما وُلدا من زواج محرم بين آباء وعمات.
فوق ذلك اتهم عمر بن الخطاب بأنه كان لوطياً والعياذ بالله ، وانه كان يرفع صوته على الرسول ويشده من ثوبه ، وانه حاول قتله في معركة بدر،.
مع هذا يقول ان ابا بكر وعمر شاركا بتسميم الرسول وقتله ، ويقول كل هذا بذريعة حب آل البيت وسيدنا علي وسيدنا الحسين ، وكأننا نحن نعادي آل البيت او سيدنا علي او سيدنا الحسين.
القصة لا تنحصر للاسف بياسر الحبيب ، والقارئ لكتب كثيرة ، يرى انها تلعن ابا بكر وعمر ، والمتصفح لمواقع الكترونية مذهبية كثيرة ، يجد ذات القصص وإنْ بدرجات اقل حدة في حالات كثيرة.
القصة التي اريد ان اقولها ان المذهب ليس اهم من الله ، وان المذهب ليس اهم من الدين ومن شرف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعرضه ، وتقديم الرسول بهكذا صورة تكاد تقول انه حاشا لله ، جاهل غافل.
ذات الصورة تقول: الرسول لا يعرف ان من حوله قتلة وشاذين وابناء سفاح ، وفيها اهانة شديدة لكل المسلمين ، وفيها اعتداء على مقام الرسول المؤيد من رب العالمين.
كثرة لا تريد ان تفهم. المسلمون السنة ليسوا ملائكة. لكنهم في ذات الوقت لا يعتدون على رسول الله وشرفه وعرضه وصحابته ، بمن فيهم آل البيت الذين لو رد الله لهم ارواحهم لتمعَّرت وجوههم غضباً مما نحن فيه.
قارئ من مغتربه الصحراوي يسألني: اين وصلتم في الاردن بشأن حالات التشيع وتزايدها ، والسؤال غريب ، وربما بني على معلومة قديمة.
في الاردن لم ينجح التشيع في التمّدد. حقق حالات اختراق على مستويات معينة لدى بعض المتعلمين والاكاديميين في بعض المحافظات ، خارج عمان.
مع ما سبق بعض المتأثرين بانجازات حزب الله في لبنان في بعض المخيمات ايضاً ، ولاسباب جذرها عاطفي.
ايضا هناك توزيع قليل لكتب مجانية ومنسوخة ، ومكتبات تهرًّب كتباً من بيروت والشام ، وتخزنها سراً في مستودعاتها للتجارة ، ولا تبيعها الا لمن تثق به.
ثم بعض المتطوعين يسعون في الارض لنشر المذهب وسط ترقب السلطات الرسمية ، التي من الضرورة مساندتها بعدم السكوت على اي محاولات في هذا الصدد ، لان السكوت تواطؤ ضد الدين والامة.
هذه الموجة شملت العشرات لكنها عادت وانحصرت ، لان هذا بلد سني ويجب ان يبقى سنياً ، دون كراهة لاحد آخر ، واذا كان التشيع الديني تراجعا ، فان التشيع السياسي تقهقر بشدة.
تقهقر لاننا نرى ماذا يحدث في كل مكان من الكويت والبحرين ولبنان وفلسطين والسعودية واليمن ، وكل دولة يثار فيها هذا الملف.
لم يكن السني العربي يوماً ولا الشيعي العربي عدوين لبعضهما ، خصوصاً ، حينما كان شيعة العرب في العراق ولبنان ، عرباً قبل اي شيء اخر ، وهناك علاقات اجتماعية ونسب ودم ، وتاريخ.
غير ان دخول ايران على ملف العراق ، والدمار الذي لحق بهذا البلد العربي العزيز ، والقتل والتخريب والتفتيت ، ومحاولة تصدير ذات الانموذج الى دول اخرى ، مثل البحرين والكويت ولبنان واليمن ، امر مرعب بحق.
ما هو مؤسف ان الاخوة من الشيعة العرب صدَّقوا ان وضع بيضهم في سلة ايران ، سيؤدي الى نتيجة.
الكارثة كانت في عادة انتاج التشيع العربي وخلعه سياسياً من حضن "شاميته" نحو "فارسيته" وصبغه برؤية عدائية تم انتاجها في دول اقليمية ، ومنذ ذلك اليوم ، تتولد المشاكل في كل بلد عربي ، على يد اخوتنا العرب ممن ينتمون للمذهب الشيعي ، بعد ان تركوا الولاء القومي والوطني ، من اجل الولاء للمرجعيات.
الاردن يسعى كثيرون لخلخلة معادلاته الداخلية من دعوات التشيع الى التبشير بالقاديانية ، الى غير ذلك من دعوات خارجة عن الدين كعبدة الشيطان ، وصولا الى المال الاجنبي ومتموليه الذين يريدون تغيير المعادلة الاجتماعية والسياسية والاعلامية.
واجبنا نحن ليس الانغلاق في وجه الدنيا. واجبنا من جهة اخرى ان نحافظ على استقرار البلد ووحدته ودينه ، دون تعصب او عداء لاحد ، فمن جهة اخرى لا احد مع دعوات التكفير والكراهية والعنف والنحر على اساس المذهب او اي اساس اخر.
كل القصة ان من يقتنع بأن ما يقوله ياسر الحبيب او غيره ، بذات الدرجة او اقل درجة ، علناً او سراً ، يخالف عقيدة الاسلام ويخالف شروط الايمان ، ومن يريد ان يبقى على هذه الضلالات فهنيئا له ، غير ان ليس من حق احد مد هذه الضلالات الينا هنا.
يطعن بعضهم في عرض الرسول ثم يتباكى ويذرف الدموع الحارة حباً برسول الله.. فأي كذب هذا يباع علينا؟.
mtair@addustour.com.jo
الدستور