بالأمس قدمت حكومة دولة الاخ بشر الخصاونة، رؤية استشرافية تقدمية واضحة لخطة اصلاح اداري عميق تمس بشكل مباشر ودقيق عوارض الشلل والضعف والوهن التي اصابت مفاصل في إدارة البعض من اجهزة الدولة وتشخص وتعالج مواطن الخلل فيها وتتماهى تماما.
مع ما سبق من رؤى تم طرحها بتوجيه ملكي سامٍ، تناولت محاور لتحديث سياسي واقتصادي حصيف، ولعل ما قدم حتى الآن يؤشر بشكل واضح وجلي إلى وجود إرادة سياسية حازمة وشجاعة نحو اصلاح شامل وتاريخيوفهم حكومي راقٍ يليق بهذه الدولة التي تلج العتبات الاولى من المئوية الثانية من عمرها المديد باذن الله.
ولعل ما أنجز في عهد هذه الحكومة التي قدر لها أن تطلع بهذه المهمة الجليلة في بواكير المئوية الثانية من عمر مملكتنا العزيزة يشكل سابقة تسجل لهذه الحكومة العتيدة وتستحق عليه الثناء والدعم والإسناد، وفي لقاءاته مع أعضاء مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب وفي اجاباته وفريقه الحكومي، حرص الخصاونة أن يتحدث من منطلق إيمانه العميق بأهمية تعزيز التشاركية مع ممثلي الشعب ومشرعي الأمة مقدرا لهم دورهم الحيوي والفاعل في دعم وإسناد القرار في ظل ظروف دقيقة وحرجة تمر بها البلاد مست واقعنا الاقتصادي بشكل أساس، فتوسعت هوة الفقر وارتفعت نسب البطالة وتآكلت الدخول واهتزت ثقة المواطن بمؤسسات دولته، وفي حديثه عن خطة الإصلاح الإداري المنشود .
إرتأى دولة الرئيس أن يكون شفافا ومباشرا وموضوعيا، ولم يشأ أبدا أن يكون رماديا في مواقفه أو ردوده في الإجابة على هواجس الشارع أو تساؤلات ممثلي الشعب، ولم يسعَ كسابقيه أن يستجلب شعبوية رخيصة أو ان يرحل أزمة، وقد تضطر هذه الحكومة مكرهة لا راغبة ولا مخيرة لأخذ قرارات صعبة وقاسية، لكنها قرارات ضرورة .
ودعوتي اليوم لكل أخ وأخت من أبناء هذا الوطن الاردني العزيز ألا نشكك للحظة واحدة بوطنية كل فرد فيها، وأن نشد من أزرها، وأن ندع خلفنا مواقفنا المسبقة.