البادية ومستشارية العشائر
د.طلال طلب الشرفات
01-08-2022 02:55 PM
في لقاء جلالة الملك الأخير مع أبناء البادية الشمالية، حرص جلالته على تأكيد أهمية العمل الحزبي الذي يغادر مساحات العمل الفردي إلى أفق العمل البرامجي لترسيخ قيم المشاركة والعدالة والشفافية وسيادة القانون، هذا النطق السامي الذي جاء في إحدى بقاع الوطن التي لم تألف الحزبي لتطمين أبناء البادية بأن العمل الحزبي الملتزم بثوابت الدولة وأحكام الدستور هو خيار وطني لا رجعة عنه لولوج أفق التحديث والتطوير والإصلاح الشامل.
مستشارية شؤون العشائر بحلتها الجديدة وهيكليتها المؤسسية الناجزة التي تحاكي التطور المأمول في خدمة أبناء البادية ومتابعة شؤونهم؛ تستحق من أبناء البادية التعاون الجاد وإدراك مفهوم وطني مفاده أن الاهتمام الملكي بأبناء البادية ورعاية مطالبهم هي حقيقة ناصعة في الدولة الأردنية منذ تأسيسها، ذلك أن فتح الدوائر الانتخابية المغلقة في قانون الانتخاب قد جسّدت هذا الاهتمام كأحد مظاهر التأهيل الوطني الفعلي والدمج مع الحراك السياسي لأبناء الوطن.
التعاون الوثيق والتنسيق الدائم بين مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر ورئيس الديوان الملكي يصب دوماً في مصلحة أبناء البادية، وفتح ابواب الديوان الملكي الهاشمي العامر "بيت الأردنيين" بهذا الأسلوب الوطني الناجز والراقي لكل أبناء الوطن يشكل سابقة إيجابية لم نشهدها من قبل، والتحضير المتقن لزيارة سيد البلاد إلى البادية الشمالية يعبر عن حرص كلا الرجلين على الارتقاء الى مستوى الثقة الملكية الغالية في هذا الظرف الوطني الدقيق.
لقاء متابعة الزيارة الملكية الذي جرى في الديوان الملكي وحرص رئيس الديوان على الاستماع للجميع دون كلل أو ملل يعبر عن جدية وجدوى العمل والحوار، والتشبيك الأخلاقي الإيجابي بين الديوان الملكي والمستشارية والوزارات الخدمية ودقة المتابعة والتنسيق هي ذروة ما كنا نطالب به دوماً، والزيارات التي يقوم بها رئيس الديوان الملكي إلى القرى والبوادي والأرياف تتجاوز المجاملات إلى أفق تلمس احتياجات الناس وبما يجسد جوهر الالتزام بالتوجيهات الملكية الراسخة في هذا الشأن.
مشتشارية العشائر في الديوان الملكي مقبلة على تحول نوعي في عملها ومأسسة مميزة في نهجها وخططها، وروح رحبة في سماع مطالب الناس وتقبل نقدهم، وحرص أكيد على تمكين شباب البادية والمرأة فيها، واهتمام في تعزيز الشراكة الحقيقية بين القيادات العشائرية والفعاليات الفكرية والعلمية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني، لذا فإن أبناء البادية مدعوون لإسناد دور المستشارية والديوان الملكي الهاشمي، والنظر للنصف الممتلئ من الكأس، واستثمار هذا الجو الإيجابي الفاعل لخدمة وطننا وباديتنا الحبيبة.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيب وقيادتنا الحكيمة من كل سوء، وبوركت الأيدي التي تعمل من اجل الوطن.