اللقن صحن كبير للغسيل والحمام قبل اختراع الغسالة والبانيو ... وفي اماكن اخرى يسمونه الطشت .. اصل الكلمتين فارسي وتعني اناء من نحاس للغسيل والعجين .. واناء من نحاس لغسل الايدي .. والتفسير للجيل الجديد الذي لا يغسل في اللقن ولا يستحم بالطشت .في زمن الهزائم والانكسارت يهبط الذوق الفني الى الحضيض .. خاصة الاغنية
......... لم اجد مادة ابداعية تتأثر بحالة مجتمعنا مثل الاغنية .. ففي حين يتمرد الشعر مع الرواية والقصة القصيرة والمسرحية على واقع الحال .. وتتذبذب المقالات حسب حريتها او ارتباطها بأسلاك التوجيه . فأنه الاغنية تهبط بقيمتها الابداعية بشكل عجيب ..
في زمن الانقسامات الاولى للدولة العربية الاسلامية بين بني امية والشيعة الاوائل كان معبد سلطان الاغنية في الحجاز .. كان الرجل ذواقة في غناء اشعار عمر بن ابي ربيعة . وجرير والفرزدق والاخطل والشنفرى وغيرهم ... وفد معبد الى دمشق وقادته الصدفه الى احدى حماماتها .. صادف في الحمام ثريا من اثرياء الانفتاح الاموي المستفيدين من الخصخصه والعولمة فاراد معبد ان يبهره بصوت من قبيل .
يا اخت ناجيه السلام عليكم قبيل الرحيل وقبل لوم العزل
وكانت ردة الفعل مثل عزف ربابة عند مؤخرة بعير. فغير معبد من طبقة صوته وغنى :
انا محيوك فاسلم ايها الطلل وأن بليت وأن طالت بك الطيل
لم يطرب تاجر البورصة كثيرا واستدعى مطربه الخاص فغنى لافض فوه :
سلّور وقع في القدر سلّور ويلي علوه
فتمايل القوم وهزوا مؤخراته مع رؤوسهم فأردف المطرب :
وترميني حبيبية بالدراقن وتظن حبيبة اني لا اراها
صفق القوم طربا مع صاحب الحفل في الحمام الدمشقي وغادر معبد ينعى حظه وحظ الفن والفنون ...( السلور) نوع من السمك .. ( علوه ) قافيه تعني عليه وهي على وزن : حبة فوق وحبة تحت ... ( الدراقن ) تصحيف الدراق على وزن بوس الواوا ...
في الحرب العاليمة الاولى حيث جرى تقسيم الوطن العربي الى دويلات حسب اتفاقية سايكس وبيكو اشتهرت اغنية لمنيره المهدية تقول :
بعد العشا يحلا الكلام والفرفشة
وبعد هزيمتنا في عام 1967 وخسارتنا للارض العربية اشتهرت اغنية تقول :
الطشت قال لي يابنت ياللي
قومي استحمي
وفي هذا الزمن لم استطع احصاء الاغاني الهابطة التي يجري ضخها في رؤوس هذا الجيل المنكوب .. اقصد الاغاني والمشاهد المبتذلة التي ترافقها لتكمل المصيبة في الصوت والصورة