الاسكافي حافي .. عن الأطباء بالمناسبة
عودة عودة
01-08-2022 12:39 AM
أطباؤنا الذين يُبعدون الموت عنا ها هو الموت يبتلعهم قبلنا، فمتوسط أعمارهم (58) عاماً في بلدنا الأردن بينما متوسط اعمار باقي الناس في بلدنا (71) عاماً.
هذا ما كشفته دراسة (حديثة جداً) لصندوق التكافل الجماعي بنقابة الأطباء على (5250) من الأطباء المشتركين في هذا الصندوق؟!.
حقاً... كلنا لها. وكل نفس ذائقة الموت، لكن كيف يحدث ذلك لحراس اجسامنا الأطباء، وما هو متوسط اعمار زملائنا المهنيين الآخرين من المحامين والصحفيين والصيادلة والمهندسين وغيرهم في بلادنا، متمنين ان تُجري نقاباتهم دراسات مماثلة لما قامت به نقابة الأطباء فهم عماد الطبقة الوسطى المسؤولة عن الثقافة والحضارة والتقدم والابداع في بلدنا وفي أي بلد في هذا العالم.
نعرف.. ان هناك ضغطاً وتوتراً هائلين يواجه الاطباء في بلدنا اثناء اجراء العمليات الجراحية، وعلى الأخص جراحة القلب والدماغ والكبد وجراحات الاطفال حيث يجري التعامل مع حياة انسان تكون قاب قوسين او ادنى من الموت والفناء وما يصاحب ذلك من ارتفاع لضغط الدم للطبيب نفسه الذي يقوم بالجراحة او العلاج وهذا يحدث كل يوم ليلاً ونهاراً وفي ايام العطل الرسمية خاصة في اقسام الإسعاف والطوارئ..
حيث الهدف الاول والاخير للطبيب ان ينهي عمله نهاية جيدة وناجحة يقدمها لمريضه وذويه ولزملائه في الكادر الطبي والمجتمع أيضا.
وهنا نتساءل: بدل كل هذه المعاناة والتعب لاطبائنا ماذا نجد؟ فلقمة العيش ليس الوصول اليها بالسهل واليسير في القطاعين الطبيين العام والخاص الا اذا استثنينا 1-2% من الجسم الطبي في بلدنا.
والأمثلة على معاناة اطبائنا كثيرة ومتنوعة ومن تجربتي الخاصة لصحفي متابع لهذا القطاع ولسنوات طويلة.
عندما كانت امي يرحمها الله في سنواتها الاخيرة كانت ترفض تحويلها من مستشفى البشير الى أي مستشفى خاص وعلى حساب وزارة الصحة لأنها مشمولة بالتأمين الصحي.. فقد كانت متعلقة بأطبائها في مستشفى البشير التي تراجعهم شهرياً لرقتهم ونُبلهم وصبرهم وطول بالهم وخفة الدم التي يتحلون بها اضافة الى مهنيتهم العالية.
لقد مضى على ميلاد لجنة اطباء وزارة الصحة اكثر من سبعة عشر عاماً دون ان يصل (3500) طبيب يعملون في الوزارة الى مساواتهم بزملائهم في القطاعات الطبية الحكومية الاخرى، اما اطباء القطاع الخاص فتغول شركات التأمين ومناكفات دائرة الضرائب حدث عنها ولا حرج، ولا من مجيب وحتى مستمع، اليس كل ذلك، موجع لقلوب الاطباء وسكوتها الى الابد؟