الفرايه .. المسؤول الذي صنعته أفعالة
د. صلاح الحمايدة
31-07-2022 08:57 PM
لا تصنع المراتب مهما كانت مستوياتها رجالا متميزين جديرين بالاحترام ويليق بهم التكريم أنما الذي يصنع الرجال العالي الهمة أعمالهم والتي تعبر عن إرادة بديهية فاعلة تنشد خير الأفراد والجماعات وتهدف أولاً إلى عزة الوطن وتقدمة.
تعطي الكلمات السابقة صورة عن معالي مازن الفرايه الذي علم ذاته الواجب الوطني والسلوك الحميد المستمر ما سمح له أن يتبوأ أكثر من وظيفة وأن يصل إلى ما وصل إليه من مقام رفيع وإجماع على علو الكفاءة ونباهة الدراية.
في مسار معاليه ما يفصح عن دروس ثمينة تضمن النجاح وخير الوطن والمواطنين.
يقول الدرس الأول : يساوي الإنسان الصالح مجموعة الأفعال الصائبة التي انجزها معبرا أيضا عن احترام الوقت ذاته وتقديره لما أعطاه الله من عقل وحكمه فلقد خلق العقل كي يكون فاعلا يميز بين الخطأ والصواب ويقترح دروب الفلاح والفضيلة وهو ما فعله معالي الوزير من بدء حياته إلى اليوم
ويعلمنا معالي الوزير ثانيا أن الوطني الصالح من أفعاله في سبيل مجتمعه ووطنه بعيدا عن أفراد ضيقي المحاكمة ينصرفون إلى مصالحهم الذاتية وحساباتهم المريضة ذلك أن صورة الوطن من صور الذين يكافحون في سبيلة بصدق وشرف وأن أمال الأوطان من أمال أبنائه المزودين بالجد والانضباط والمعرفة.
علم معاليه نفسه معتمدا على كرم الوطن وعلم غيره وجعل من تعليم الآخرين مرشدا وهدفا فالإنسان الذي يحصر خيره في ذاته يساوي ذاته سد أكثر على خلاف المواطن النبيه الذي يجعل من حياته مدرسة مثمرة ومرأة لعطاء متجدد ينتفع به الوطن في مجموعه.
ولعل إدراك معاليه منذ نعومة أضفاره بوحدة الصلاح والمعرفة هو ما أقنعه بإعداد نفسه معرفيا وسلوكيا فقد حصل على بكالوريوس في الإدارة العامة من كلية العلوم العسكرية وتابع طموحة وحصل على ماجستير من كلية الحرب الأمريكية ودفعه الشقف العلمي إلى ماجستير آخر في العلوم السياسية من الكويت كما لو كان معاليه يقول لنا : إن الذي يعي دور التعليم في الحياه هو الذي يحصل من تحصيل العلم منهجا في الحياة.
سمح اجتهاده كما انضباطه في السلوك والإدارة أن يتقلد مناصب عدة، تقلد مديرا لخلية الأزمة خلال جائحة الكورونا فأصاب ولم يخطئ ومارس اقتراحات مسؤولة خدمت جميع الأردنيين وهذا النجاح الذي لم يشكك فيه أحد أوصله إلى منصب وزير الداخلية تتويجا لصدقه وإعلانا عن حكمته ونبراسا يشهد على الصدق لتحمل الصادق للمسؤولية الاجتماعية والوطنية فكل إنسان تجازيه الحياة العادلة بما يستحق.
ولأن المسؤول الناجح هو الذي يعترف العاملون معه بنجاحه فإن الذين عملوا ويعملون مع معاليه لمسوا منه احترام المسؤول فهو يعلم غيره ويتعلم منهم يبدأ بالمصلحة الوطنية وينتهي بها مبتعدا عن المجاملات وطرائف التكسب الصغيرة فلا علاقات فوق القانون عنده ولا تزلف بضر بالمصالح العامة.
تشبع معاليه بروح عسكرية سامية قوامها الوطن والمواطن والمواطنون تمحو الخطأ بالصواب وتعالج العادات المستقرة المؤذية بتجديد يحافظ على الهوية الاردنية ويستبعد ما يضرها.
ففي مقابل ما يعرف " بالجلوة العشائرية" التي توزع خطأ فرديا على مجموع لا علاقة له به فقد إثر معاليه أن يعالج الخطأ بشكل موضوعي يعاقب المسؤول المباشر ويحفظ حقوق الذين لم يرتبكوا خطأ لكأنه يقول أحب المواطنين الأردنيين جميعا لكني أنصر الحق قبل غيره مذكرا بجملة الفيلسوف اليوناني أفلاطون" أنني أحب سقراط لكنني أحب الحقيقة قبل سقراط".
حمل معاليه في روحه ما أصاب من علم وتجربة واحتفظ بتربية عادلة جاءت من عائلة بسيطة كريمة فهو ابن عائلته الطيبة وابن اهلة الكرام وهو أبن الكرك ومناقبها المجيدة وهو المتجدد الذي ينصاع إلى كرامة الحق ومصالح الوطن تعلم من أبويه وأضاف إلى ما تعلمة جديدا اكاديميا.
برهن معالي مازن الفرايه أن معنى الرجل من أفعاله وأن قيمة المنصب من كرامة الذي يتقلده وأن الإنسان المتيقن بالتكريم ينشئ نفسه بنفسه يحفظ ما تربى عليه ويتولاهما بعناية مستمرة مدركا انه فرد من مجموع وأن كرامة الفرد والمجموع من كرامة الوطن الصادرة عن الرجال الحقيقين لا عن المناصب..