في حوار مع صحيفة الرأي الاردنية تحدث جلالة الملك عن التحديث بكافة مساراته كخيار وطني في مواجهة التحديات وتعزيز منعة الدولة.

من المحاور التي تحدث بها الملك ، الاصلاح الاداري ، ويجب التذكير هنا بأن الملك دائما عند تشكيل الحكومات يركز في كتب التكليف السامي على اهمية الاصلاح الاداري الذي يعتبر ركيزة اساسية في التحديث الاقتصادي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأود التذكير هنا في مقابلة جلالته مع وكالة الانباء الاردنية والسؤال حول الاصلاح الاداري وهل تحقق المطلوب؟

وكانت اجابة جلالته واضحة وأقتبس هنا " بصراحة ليس بعد، لذلك وجهت الحكومة على وضع برامج لتحقيق انجازات عمليةوملموسة لتطوير وتحسين فعالية جهازنا الاداري ويجب وضع معايير واضحة لتقييم الاداء وتحفيز الابداع والعمل الجاد ويجب وضع برامج تدريب مستمرة لتنمية الكفاءات وتضمن مواكبتها للتطورات وتعيد الألق الى جهازنا الادراي" انتهى الاقتباس.

وذكر جلالته كذلك في مقابلة صحيفة الرأي بأن تراجع الاداء الوظيفي وترهل الادارة يعيقان التقدم ولا يليقان بسمعة مؤسساتنا الوطنية.

ومع ذلك أعتقد بأن جميع المهتمين بالادارة بانتظار مخرجات لجنة التدريب الاداري التي تهدف على ما أعتقد الى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين ويعتبر هذا المجال تحدي كبير لحكومة الدكتور بشر الخصاونة.

وأرغب في هذه المقالة أن أطرح بعض الافكار حول التطوير الاداري ويأخذ عدة محاور أهمها :

الأول : تبسيط الاجراءات ويأتي هنا دور وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة من خلال توسعة تطبيق الحكومة الالكترونية التي يدعوا اليها جلالة الملك.

وهنا أود ان اشير الى ادارة الترخيص التي أصبحت مثلا في سرعة الاجراءات ويجب على كافة مؤسساتنا أتمتة اجراءاتها كما هو الحال في ادارة الترخيص.

الثاني : الموارد البشرية ، لقد تطور هذا المفهوم من الموارد البشرية الى رأس المال البشري فهو العامل الرئيسي في نجاح مؤسساتنا وتحقيق اهدافها بكفاءة وفعالية.

في الحقيقة ان الموظف العام يحتاج الى بيئة عمل سليمة خالية من المحسوبيات وعدالة في المعاملة وحياة كريمة، والتدريب الجاد، وهذا ما اكد عليه جلالة الملك، ويجب قياس مدى فعالية برامج التدريب في تحسين اداء الموظفين، وهل تكاليف التدريب تستحقق فعلا ؟ وهل ساهم التدريب في رفع مستوى الأداء؟

الثالث : الادارة العليا ، وهنا يجب ان يتم اختيار هذه الفئة بشكل موضوعي بعيدا عن الواسطة والمحسوبية والجهوية التي يعرفها جيدا من تم تعيينهم في الوظائف القيادية. وبطبيعة الحال هناك أطباء ومهندسون ومهن اخرى لا بد من أن يشغلوا مناصب قيادية ، ان معظم هذه الفئة تفتقر الى ابجديات العمل الاداري لذلك الحل الوحيد لكافة الفئات هو التدريب ، والتدريب في برامج الادارة العليا بحيث تتضمن هذه البرامج القيادة الادارية بحيث يستطيع المدير العام او الامين العام الهام العاملين واخراج احسن ما لديهم من مهارات وبالتالي تحقيق الاهداف بكل كفاءة وفعالية، وكذلك معرفة تامة بأساسيات الادارة كصناعة القرارات المبنية على بيانات ومعلومات دقيقة والمشاركة في صناعة هذه القرارات من قبل العاملين.

النقطة الجوهرية كما تحدث جلالته تكمن في ارساء وتفعيل المساءلة والمحاسبة في عمل المؤسسات وأدائها وكف يد من لا يعمل لخدمة المواطن والمراجعين.

باختصار ، كفاءة الادارة هي أساس نجاح الدول وكلي أمل ان يصبح الاردن نموذجا في الادارة المتميزة وعودة الثقة في أجهزتنا.