في حوار استمر لمدة ساعتين وعشرين دقيقة عبر شبكة التواصل المرئي دار حديث معمق بين الرئيس جو بايدن والرئيس شي جين بينغ، حيث تناول الحوار مسألة تايوان، كما تناول الواقع في اوكرونيا في مفصل دونباس ومفصل القرم واتفق الطرفين على ضرورة تحديد الحدود الجيوسياسية لروسيا من واقع عدم تماديها في التوسع بالغرب الأوروبي وضرورة الوقوف عند حدود دونباس ضمن اتفاقية اممية يتم تثبيتها في الامم المتحدة، اضافة الى اعتبار القرم ولاية تتبع لرئاسة الجمورية الروسية أمنيا دون اعطاء الجنسية الروسية لاهالي القرم أي من دون ضمها لروسيا سياسيا.
وأما مسألة التوفف عن اطلاق النار فهي مسألة تباينية بين ما تريد امريكا من خراط تكون ضمن قرار اممي وما تريده روسيا من الوصول الى نقاط حدودية في خرسوي دون توقيع اتفاقية اممية لكن في المجمل تم التوافق حسب المصادر ان يتم الانتهاء من العمليات العسكرية خلال بضعة ايام ضمن ضمانات صينية تؤكد رفع يد الصين عن روسيا في حال أصرت روسيا على الاستمرار في التغلغل غربي اوروبا .
وفي مسألة بحر الصين وفضاءاته الاقليمة، تم اعتبار تايوان جزء من اقليم الصين وعدم تغيير الوضع الحالي لتايوان وهي ما تعد الخطوط العامة التي تم التوافق عليها من على قاعدة سياسية ترفض استقلال تايوان، كما ترفض تبعيتها للصين وهذا ما جعل مسألة سفر رئيسة الكونجرس نانسي بوليسي الى تايوان أمر قيد الارجاء بناءا على مقرارات اللقاء الذي جمع بينغ وبايدن حيث تم التوافق على بقاء هذا الفضاء على ما هو عليه دون تغيير في نظام الضوابط والموازين .
طلب بوتن بعقد قمة ثلاثية وجاهية تضم بينغ وبوتن وبايدن مازالت نقطة خلاف مركزية، فالرئيس بايدن لا يريد عقد مثل هذه القمة الوجاهية حتى لا تعطى انطباعا سياسيا يشرعن حالة جديدة قد تغير من الحال القائم ومن منظومة الضوابط والموازين الاممية التي اتفق الجانبين على ضرورة عدم المساس فيها وغيرها وهي ارضية العمل التي حاول الرئيس الروسي تغيرها او اعادة توظيفها لتغيير منظومة حكم الدولة الواحدة الذي يسيطر على فضاءات المشهد الدولي منذ نهاية الحرب الباردة .
كما تناولت القمة موضوعات لها علاقة في التصنيع الصيني الذي يسيطر على دوحة التصنيع العالمي في ظل اسعار الطاقة المنخفضة التي تأخذها الصين من روسيا والمواد الخام الضرورية في عمليات التصنيع باسعار متواضعة، وهذا ما يجعل من المنتج الصيني يباع باسعار منخفضة من الصعب منافسته في ظل هذه المعادلة، وهي نقطة بحاجة لاستدراك وتشكيل لجان مختصة تسهم في بناء جملة اقتصادية جديدة يمكن التوافق حولها وحول قضايا اخرى لها علاقة برفع الحصار المفروض عن روسيا من قبل حلفاء امريكا والمجتمع الدولي الذي مازال يرفض التعامل معها .
وكما توقعت في تحليل سابق نشر في موقع "عمون الإخباري" أن شهر آب سيشهد تخفيضا في التصعيد لدرجة التوقف لاطلاق النار في الملف الاوكراني، وها هي القمة الامريكية الصينية جاءت لتؤكد على هذا السياق لاعتبارات متعددة منها ما يتعلق في ملف الانتخابات النصفية الامريكية وآخر ما يتعلق بأهمية دعم الاقتصاد الاوروبي، وأما النقطة الاساس فهي تندرج في اطار مخرجات القمة التي جمعت الرئيس بايدن والرئيس بوتن قبل ازمة اوكرونيا والتي حددت الخطوط العامة للحالة الاوكرانية التي تتمثل في السيطرة على دونباس فقط وهو ما تم ضمن التوقيت المبين وهو الذي اكدت عليه قمة الرئيس بايدن والرئيس الصيني بينغ .
وبطي هذه الملفات الحرجة، يدخل العالم الى مشهد آخر بعد انتهاء مرحلة الهدنة التي ستنتهي بانتهاء الانتخابات الامريكية وفي عقد المؤتمر المناخي الذي سيعقد في شرم الشيخ لايجاد توافقات تطال مسائل عدة من بينها التغير المناخي وتخقيق ميزان جديد لموضوع الطاقة النووية الذي أخذ بالانتشار والاتفاق حول العملة الرقمية بعد ما اثبتت وجودها، اضافة الى موضوعات اخرى ينتظر أن يتم التطرق اليها في قطاع المجالات "الاوربيتية المدارية" والتصنيع العسكري وهي موضوعات سيتم التطرق لها في لقاء القمة الثلاثي الذي يجري الترتيب له بعد الانتخابات النصفية، اضافة الى الموضوعات الاقتصادية، بهذا يكون المشهد العام قد دخل في طور الهدنة السلمية .