الأحزاب خارطة الطريق لبناء الدولة العصرية
د.محمد البدور
30-07-2022 01:00 PM
في كل دول العالم المتقدم والمتحضر نجد ان النهج الديمقراطي والتنافسية الحزبية والمشاركة السياسية المبنية على الوعي والمسؤولية الفردية في اطار جمعي سياسي برامجي، انما هي الادوات والقنوات التي تدار فيها سلطة الدولة في اطار العدالة وسيادة القانون .
ونحن في الاردن تأتي اليوم رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني، وولي العهد "حفظهما الله"، لتكون خارطة الطريق لمن يتطلع الى بناء الدولة العصرية والتي تتيح الفرص لاصحاب العقول والتفكير والرؤى أن يتقدموا الى ميادين التنافسية في العمل والعطاء في اطر ديمقراطية من خلال احزاب تتسابق في تحقيق الانجاز والاستحواذ ببرامجها وخططها على ثقة الشعب لتدفع بها الامة قدما لتصنع برلمانات وحكومات تكون منطلقها تلك الاحزاب، وهذا هو الامل القادم لإحداث التغيير بمراكز صناعة القرار بعيدا عن الجهوية والمناطقية والمصالحية.
عندما تكون الاحزاب مظلة للمفكرين والسياسين ونشطاء الرأي والنقد البناء والحاكمية المجتمعية، فإن في ذلك فرصة لمن لا كثرة لهم من جاه ومال وكثرة عيال لأن الحزب هو القاعدة والمنطلق بقواعده الشعبية الى ميادين العمل وصناعة القرار .
إن استشراق جلالة الملك لمستقبل الوطن القادم بأن الغد أفضل بوجود عمل حزبي يؤطر ويوحد افكار الامة في بوتقات سياسية فاعلة ومؤثره، انما في هذا الاستشراق الملكي استشعارا للقادم بأنه الطريق القويم لبناء الاردن المعاصر ولما تتطلع اليه الامة وخاصة الشباب من تغيير افضل لمسيرة وطننا .
إن الاحزاب القوية الفاعلة والمؤثرة لا تبنى إلا بارادة اصحاب الفكر والرؤية والبرامج القابلة للتطبيق والمراجعة والتقيم لانسجامها مع المصلحة العليا للدولة .
وطننا يحتاج الى قيادات اجتماعية وطنية جادة تصنع احزاب تكون بمثابة العمود الفقري لتقدم الاردن بنهج ديمقراطي راشد، ولا نحتاج الى احزاب جهوية تفتقر ادوات النجاح وتحبط عزيمتنا وتثبط همتنا وتزيد من متاعبنا ويأسنا .