لا يمكن لسائق سيارة أو راكب وسيلة نقل أو حتى لشخص يمشي في شوارعنا الأردنية إلا ويشاهد صورة بشعة ربما لا نراها في كثير من الدول في العالم، زرت عشرات الدول ولم أجد هذه الصورة البشعة إلا عندنا حتى أنه يحق لنا من باب السخرية أن نقول انه امتياز أردني دون منازع !، تسير بسيارتك في أمان الله وفجأة تطير من السيارة التي أمامك علبة مشروبات فارغة أو فيها بقايا مادة سائلة، أو ورقة فاين قد ملأها "المحترم" بشيء من فمه أو أنفه حيث لم يستطع تنظيفهما في بيته، ومن المؤكد أن أعقاب السجائر تتطاير من نوافذ السيارات بالليل والنهار وهي مشتعلة رغم وجود منفضة داخل السيارة !.
لماذا لا يضع هؤلاء "كيسا" يجمعون فيه مخلفاتهم وعند أو أول حاوية يضعون الكيس فيها ؟، ألم يسمع هؤلاء بتوجيهات الاسلام التي تدعو إلى النظافة ؟، " وثيابك فطهر" ، الاغتسال والوضوء وتنظيف الأسنان وأخذ الزينة والتعطر، ألم يسمعوا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: "نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا بيهود"، ألم يسمعوا بالحديث الشريف "إماطتك الأذى عن الطريق صدقة"، والحديث الذي يأمر بإعطاء الطريق حقها، قالوا : "وما حق الطريق" قال: "رد السلام وغض البصر وكف الأذى"؟، نعم كانت الوساخة في الآخرين وكُتب التاريخ تحدثنا عن أوروبا في العصور الوسطى ، واليوم تنضم بلادنا للبلاد الوسخة، ألا يرى المسؤولون الحاويات المكشوفة، أين البلديات، أين الأمانة، أين وزارة الصحة، أين وزارة البيئة؟، قبل فترة وجيزة سمعت عرض مسؤول أن الأردن يمكن أن يقدم خبرته في مجال البلديات!، " نرجوكم ألا تعلّموا دول العالم فنحن لسنا قدوة ولا مثالا"، وأنبه إلى ما يفعله البعض من (نكش) الحاويات وتفريغها في الشارع بحثا "عن علب المشروبات أو الخبز أو البلاستيك وما شابه"!.
واذا كان الناس بهذه الثقافة فالمسؤولون مطالبون بالتحرك "إداريا وتشريعيا" لوقف هذا الفساد الذي يزكم أنوفنا ويؤذي عيوننا ويحرق ثيابنا مع أن الفساد المالي والإداري مستمر ويؤذي بلدنا ومستقبلنا، فهل نحن عاجزون أمام الفسادين ؟!.