تعرض المجتمع إلى سلسلة من الغزوات في الشهور الثلاثة الأخيرة، وهذه الغزوات غالبًا ما تتخذ طابع الدفاع عن المجتمع والأسرة والمرأة والطفل تحت شعار حماية المجتمع من خطر الابتعاد عن مفهومهم للتدين!.
وهذه الغزوات بدأت بغزوة وزير الأوقاف ثم غزوة أمن الجامعات.
وأخيرًا غزوة حقوق الطفل، وهناك غزوات فرعية عديدة لم تخلف ضحايا لا داعيَ لذكرها الآن. جميع الغزوات تتخذ عادة شكلًا مدعيًّا حماية الأخلاق والأسرة والدين.
في غزوة الأوقاف نقلوا الهدف من مخالفات قانونية لعشرة مراكز تحفيظ القرآن إلى محاربة شاملة ضد القرآن بقيادة رجل مؤمن فاضل هو وزير الأوقاف وصاروا خبراء في رياض الأطفال وتعليم وتعلّم اللغة العربية وأعلنوا: لا تعلم للغة دون تعلم القرآن! صحيح أن النصوص اللغوية وفي مقدمتها القرآن الكريم تدعم تعلم اللغة خاصة إذا اقترنت بالمعنى، وقد صمتوا قليلًا حين قيل لهم: إن الرسول الكريم تعلم العربية قبل القرآن الكريم وكذلك الشعراء والأدباء والحكماء قد أبدعوا بتعلم اللغة قبل نزول القرآن الكريم ، وخلاصة القول إن القرآن الكريم مدرسة إيمانية أخلاقية لغوية حياتية شاملة ، لكن تعلم اللغة يرتبط بالقدرة على فهم المعنى! وإن أي نصوص تعزز تعلم اللغة سواء عربية أو غيرها، ومن المهم الإشارة إلى أن تعلم اللغة يبدأ منذ ما قبل الولادة.
حين ينصح الأهل بقراءة القصص والتحدث مع الأطفال منذ لحظة الإخصاب! انتهت الغزوة المدججة ولكن السهام الطائشة ما زالت تتطاير حول وزير الأوقاف ومن ساندوا فكرة مناهج الروضة، أما الغزوة الثانية، فهي غزوة الأمن الجامعي! لقد توفيت طالبة بحادث مؤلم تداعى له الغيورون وطالبوا بالأمن وطالبوا من البنات أن لا يغرين الشباب بملابس مثيرة، وأن ابتعادنا عن الدين هو سبب المشكلة!
المهم أرعبوا المجتمع واعتبروها ظاهرة حيث تقتل الطالبات يوميًا!
أرعبوا مجلس التعليم العالي فأصدر قرارات ساذجة ومكلفة بزيادة عدد الكاميرات وعدد رجال الأمن الجامعي قرارات كان يمكن أن يصدرها حارس أو عامل في جامعة! وليس مجلسًا أكاديميًا يمكن أن يكون مرموقا لو كان اختياره وفق معايير أكاديمية!
كما عاقبوا رئيس جامعة البلقاء بسبب قوله هذا حادث فردي وليس ظاهرة! هذه الغزوة كلفت الجامعات ملايين دون أي عائدٍ أمني! انتهت الغزوة ولكن غبارها المتطاير ما زال حيث اكتسب رؤساء الجامعات مجد تعيين مزيد من العمالة التي لا لزوم لها.
أما الغزوة الثالثة فهي غزو حقوق الطفل! أعلن الغزاة أن الحكومة تريد تدمير الأسرة انصياعًا لتعليمات غربية تبعدنا عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا! و استجاب لهم الساذجون في هبّة تقول هل حقوق الطفل أولوية! لا ألوم أحدًا فالمجتمع مختطف والبرلمان مختطف والكل يخاف حين يرفعون الدين على أسنة الرماح!
نعم الحقوق أولوية وخاصةً حقوق الأطفال والمرأة ، وليقل لي أحد لماذا تريد حكومة ما تدمير الأسرة؟ ما عوائد ذلك عليها؟
الأطفال الذين تدعمون زواجهم من سن ١٢ ناضجون وفق ادعاءاتكم فكيف تنكرون عليهم اللجوء إلى القضاء!
والسؤال: هل سنبقى نتعرض بغزواتهم! في دولة مجاورة لم تبطش السلطة بهم بل غيرت مناهج التعليم! فمن يعلق جرسًا ولو كرتونيًا؟