عشرة أيام في أميركا، ليست أول زيارة لهذا البلد الكبير، ولكن لا يسع أي زائر إلا أن ُيعجب بهذا الإنجاز المبهر الذي صنع أقوى دولة في عالم اليوم اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً.
أميركا تؤوي اليوم 4% من سكان العالم، ولكنها تنتج ربع الناتج المحلي الإجمالي للعالم بأسره، أو 14 تريليون دولار من أصل 56 تريليون هي إنتاج العالم.
يعادل الاقتصاد الأميركي ثلاثة أمثال الاقتصاد التالي له في الحجم وهو الاقتصاد الياباني، ويزيد عن مجموع الاقتصادات الأربعة التالية مجتمعة، وهي اقتصادات اليابان وألمانيا والصين وبريطانيا.
يسيطر الأسطول الحربي الأميركي على جميع المحيطات حول العالم، وحجمه أكبر وأقوى من مجموع الأساطيل الحربية لدول العالم الأخرى مجتمعة.
في أميركا بضعة آلاف من أفضل جامعات العالم ، وبضع مئات من أفضل مستشفيات العالم، وعدد الكتب التي تخرجها المطابع الأميركية سنوياً يعادل مجموع الكتب التي تصدرها مطابع العالم بأسره.
حرية التعبير مطلقة، ولا قيد عليها سوى عدم الاعتداء على خصوصية الآخرين بالذم والقدح عن قصد وسوء نية، وليس للساسة والزعماء أية حصانة من النقد.
أميركا تجتاز الآن أزمة اقتصادية دورية ولحظة ضعف عابرة ولكن يبدو أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً أميركياً، فليس هناك قوى تتطلع لتحدي أميركا التي تملك كل عناصر القوة، وفي المقدمة القدرة على تصحيح وتعديل المسار ووقف الانحراف، فليس هناك جمود إيديولوجي بل سياسات عملية واقعية.
ليس من مصلحة أحد معاداة أميركا وتحديها، ولكن كل دولة تحترم نفسها تستطيع أن تقول لا في وجه أميركا إذا طلب منها ما لا ينسجم مع مصالحها القومية. وحتى إسرائيل، ربيبة أميركا وتعتبر بمثابة الولاية رقم 51، تستطيع أن تتمرد على أميركا وتطبق سياسات مستقلة عنها. وإذا كانت بعض الدول المتخلفة تأخذ دوراً تابعاً ً لأميركا فهذا خيارها.
بالرغم من أن أوروبا متحـدة نظرياً إلا أن القارة القديمة، ليست على قلب واحد، وليس لها قيادة سياسية واقتصادية موحدة، ولا تستطيع أن تشكل تحدياً حقيقياً لقيادة أميركا على الصعيد العالمي.
والصين، عملاق بشري، ودولة صاعدة اقتصادياً بفضل السوق الأميركية. وهي معزولة نسبياً، ولا تستطيع ولا تحاول السيطرة على البحار، ومصالحها مرتبطة بالتعاون مع أميركا.
الرأي