صمد التراثية .. اطلالها تروي حكاية زمان
د.محمد البدور
28-07-2022 04:14 PM
صمد هذه القرية التاريخية الرابضة على جبلين وتحيطها اودية وسهول وتطل على كافة قرى وبلدات المزار الشمالي ظلت بيوتها وحاراتها تحكي قصة امجاد اجداد اهلها وتروي تاريخهم المجيد وشاهدا على عراقة حضارتهم وانسانبتهم التي تجسدت الى يومنا هذا باللحمة والترابط والتعاون فيما بين اهالي القرية من شتى القبائل والعائلات التي قطنتها من مسلمين ومسيحيين في صمد الاثرية مسجد كبير وكنيسة للمسيحية وقد عاش الاهلين بمودة وتراحم وكلاهما اليوم على قلب رجل واحد حتى غدت القرية نموذجا للقرية الاردنية التي مرت بها مسيرة تاريخنا الوطني لتعبر اليوم الى مئوية ثانية اراد فيها اهل صمد ان يكونوا اصحاب بصمة مضيئة في الخير والعطاء لوطننا والانتماء الذي يتجسد بالعودة الى احياء تراث صمد العريق
هاهم رجالات صمد وقد عادوا اليها بعد سفر عنها دام طويلا الى مواقع العمل والبناء والنماء في ارجاء وطننا الكبير
اليوم صمد عاد اليها الاحفاد الى بيت الاجداد وديوانهم الكبير
"ديوان صمد الكبير " مبادرة من الصمداوية لتكون ملتقى للثقافة والمعرفة والتعارف بين الجميع ومجلسا للحوار مع بعضهم في كل اولويات وحاجات مجتمع صمد ومتطلبات التنمية والتطوير لقرية صمد والمحافظة عليها في اطارها التاريخي العريق
لتبقى صمد ذلك الصرح والقلعة الشاهدة على نمط القرية الاردنية لكل الباحثين والدارسين لما اتسمت بها حياة الاردنين
الى اطلال صمد تأم وفود الدراسات في الجامعات وعلماء الانثروبولوجيا وتطور الحياة والعمران وغيرها وخاصة بعد ان وجد فيها فسيفساء بيزنطية تؤكد حقيقة تاريخها وعمرها العميق
هنا في صمد تجد ابار الماء القديمة والجرن الذي كانت تروى منه الماشية والابقار والدجاج والبهائم وغيرها
في صمد بنيت البيوت على العقود من الطين والتبن وجذور الاشجار
في صمد مغر وكهوف ورفوف وكواير للتخزين لمونة البت من القمح والعدس والشعير
في صمد توجد الحارة التي كانت ملتقى الافراح والاتراح
وفيها بيت الخابيه (جرة الماء التي يشرب منها اهل البيت وفوقها عقدة من طين )
في صمد سناسل من الحجارة والطين كانت حوش البيت
في صمد امام بعض بيوتها العريشه التي كانت ملتقى السهرات للاسرة ولمة العائلة
وفيها الغرف التي اصطفت الى جانب بعضها ليعيش فيها كل عريس جديد من افراد اسرتها .
في صمد شجرة التين التي تفيئء تحتها الحراثين والحصادين والمزارعين وراعي العجال ورعاة الاغنام وباعة الفقوس والبندورة والباميا واليقطين
في صمد سيح القرية وكان مجمع للماء والامطار وفيها "عراق ابو روزنه "الذي كان يصله ابناء القرية لممارسة رياضة القفز من داخل بوابة صخرية ترتفع عن الارض ويقفز من خلالها هواة الرياضة واللياقة وغيرها
في صمد مدخل واحد للقرية يشق جبالها وتحيطه اودية ساحقة مكنت صمد ان تكون كقلعة حصينة للصمود في وجه اي خطر كان يتهدد اهلها عبر تاريخها وماضيها
الذي دام لاكثر من مئتي عام
وعقود خلت بها السنين
على جبلي صمد وقفت اشتم هواء عليل واستنشق نسيم سليل وتلفح وجهي هبات
هواء وكأنها تذكرني بانفاس اجدادنا الذي عاشوا هنا
في صمد اليوم ديواننا الكبير
وقد عاد الاهل والابناء الى حضن القرية بسواعد تملؤها العزيمة على اعادة احياء تراثها القديم وتاريخا المجيد وزمنها العريق
صمد ياديرتي وديرة هلي